لم تعد مشاهد الزحام في الأسواق والشوارع وعلى أبواب الافران وداخل المدارس والجامعات ووسائل النقل الجماعي لافتة فحسب، بل باتت مؤلمة للغاية كونها تعكس حالة اللامبالاة والاستهتار التي تسود حالياً.
لذلك نتساءل لماذا كل هذا الإصرار على أن نرمي بأنفسنا في قلب الخطر، ولماذا هذا الإصرار على الخطأ، هل هو الجهل بخطورة هذا الوباء القاتل الذي ما يزال يفتك بملايين البشر وفي مختلف أنحاء العالم، أم هو الاستهتار المفرط الذي فرضته الظروف المعيشية الصعبة التي تفرض حضورها على كل تفاصيل حياتنا التي ضاعت فيها وبينها كل عناويننا الحياتية الكبرى والهامة.
لقد أضحى الاستهتار الجماعي والتهاون في التصدي لهذا الفيروس حتى في أبسط درجات الوقاية، وهي الكمامة، عنواناً لحياتنا، بالرغم من كل التحذيرات والنصائح التي تطلقها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، ولاسيما في ظل ارتفاع اعداد الإصابات بشكل متدرج خلال الأيام والاسابيع الفائتة.
إن وعينا ومسؤوليتنا أمانة أخلاقية ووطنية، يجب أن تتجلى في كافة تصرفاتنا وعاداتنا وصيرورة حياتنا الاجتماعية، في الشارع وفي العمل وفي المدرسة، وإلا فإننا نرمي بأنفسنا أولاً وبالآخرين ثانياً في قلب الخطر الذي لن يستثني أحداً منا.
المسؤولية في مواجهة هذه الجائحة هي جماعية وليست فردية، وتحتاج لالتزام الجميع بالنصائح والتوجيهات التي تدعو إليها وزارة الصحة، فلا معنى لالتزام شخص بإجراءات ونصائح الوقاية في محيط لا يتقيد بأبسط أمور وإجراءات الوقاية والسلامة، وهذا هو الأشد حزناً في الامر.
عين المجتمع -فردوس دياب