الثورة أون لاين – غصون سليمان
تلعب المدرسة بشكل عام بعد الأسرة دوراً كبيراً في تجسيد فعل النظافة كسلوك يومي في أي مكان يتواجد فيه الانسان الصغير والكبير ويعمل به ، حيث يشعر الطفل بمسؤولية وعبء تجاه مايحيط به من المنزل إلى الشارع والمدرسة والحديقة ، وهذا يحتاج إلى مرونة وذكاء واستيعاب من قبل معلمي المدارس والمرشدين الاجتماعيين والنفسيين ، مايخفف من ثقل المهمة بعدما بتنا نشاهد ظهور بعض الحالات المخلة بواقع العلاقة بين الزملاء بين ساعة وأخرى من حدوث حالات تنمر ، وإساءة وشتم ، إلى إلقاء المهملات من فضلات الأطعمة لاسيما أكياس الشيبس وعبوات العصير والأوراق الممزقة من الدفاتر ، وبعثرتها على الأرض ، مايدفع المعلم والمعلمة والمرشد والموجه إلى تنبيه التلاميذ والطلبة على هذا السلوك غير اللائق ، واقتراح عقوبة تتناسب مع الفعل ، كما فعلت إحدى المعلمات التي كانت تراقب حركة طلابها في الباحة ، حين لاحظت قيام ثلاثة طلاب بإلقاء أكياس الشيبس المختلفة على الأرض وركلها بالأقدام ما أدى لإصابة بعض الزملاء من الطلبة ، وعند انتهاء الوقت المخصص للفرصة ، تم مناداة هؤلاء أمام زملائهم من كل الصفوف لينالوا تنبيها على الفوضى التي ساهموا بحدوثها بقصد أو غير قصد باعتباره سلوكاً غير محبب ، ومعاقبتهم بما يساوي فعلهم ، فكان اقتراح العقوبة أن يقوموا بتنظيف أرض الباحة من كل ماهو مرمي فيها ليكونوا عبرة لغيرهم من زملائهم بغية عدم الإساءة مرة أخرى مهما كانت بسيطة لبيئة المدرسة ، أو لأي مكان يتواجدون فيه .
فموضوع النظافة كمفهوم متعدد المعاني والسلوك ، يبدأ من منطلق شخصي يجب تعزيزه بدءاً من أدبيات التربية في البيت ، مروراً إلى السلوكيات الصغيرة داخل الصف ، فغالباً ماينبه القائمون على سلك التعليم من معلمين ومعلمات التلاميذ والطلبة ، بعدم “محي” السبورة باستخدام اليد كما يفعل البعض ، على سبيل المثال لا الحصر ، وأن يكون تنظيفها باستخدام الأدوات المناسبة لهذه المهمة وهي الممحاة ، حتى مظاهر “برية القلم”رغم بساطتها تنعكس سلوكاً أفضل ، عندما يلتزم برمي البقايا والأوساخ في سلة المهملات المخصصة .
فالهدف والغاية من وراء ذلك هو أن نبني إنساناً تتعزز لديه عادات النظافة كجزء من حياته وسلوكه اليومي ، لا أن يكون شعاراً نردده ، ولا أمراً طارئاً نلتزم به لأي سبب ما .
فكم هو جميل ومفيد أن تتابع الأم في المنزل أبناءها باهتمام ومحبة ، فيما يواصل معلمونا ومعلماتنا حرصهم وتنبيههم على مقاعد الدراسة ، لتكتمل الصورة بفعلها التشاركي القادر على ضبط الانحرافات البادية من أي سلوك خاطئ .
فمهما بدت الأشياء صغيرة إلا أنها تترك في النفس أثراً إيجابياً ومنحى صحياً وصحيحاً ، تدرك أبعاده في الأزمات الطارئة كما حدث في يوميات جائحة كوفيد ١٩ ومازال