الثورة أون لاين – لميس عودة:
يمعن كيان الإرهاب الصهيوني في عربدته العدوانية التوسعية على أرض الجولان السوري المحتل، ضارباً عرض الحائط بالقوانين الأممية والمواثيق الصادرة عن كل مؤسسات الشرعية الدولية، بانتهازية مفضوحة لغياب وتغييب متعمد لأي دور لمنظماتها وهيئاتها الأممية، ومستند على عكاز أميركي مهترئ لن يثبت وجوده الاحتلالي ولن يمنحه شرعية مفقودة مهما غرق في أوهامه وأوغل في جرائمه وانتهاكاته بحق أهالي الجولان الصامدين والمتجذرين في أراضيهم، والقابضين على جمرات ثوابتهم الوطنية في مقاومتهم للمحتل الغاصب.
يتوهم العدو الصهيوني أنه بقوة النار والحديد وممارسة طقوس البلطجة الاحتلالية وتوسيع الاستيطان غير الشرعي على أراضي الجولان المحتل سيتمكن من ترهيب أهلنا في الجولان المحتل، وثنيهم عن مقاومة مشروعاته العدوانية، ويعتقد أنه بإجراءاته الإرهابية وتطاوله على القوانين الدولية سيرسخ واقعاً احتلالياً مشوهاً وهجيناً ترفضه الدولة السورية ويرفضه أهالي الجولان مهما اشتدت عواصف الإرهاب الصهيوني ضدهم، فهم كل يوم يؤكدون تشبثهم بهويتهم السورية معلنين على الملأ تمسكهم بخيار مقاومة المحتل ورفضهم للخطوات الاستفزازية الصهيونية والمخططات التوسعية التي تستهدف سلبهم أراضيهم، فأبناء الجولان السوري الأباة انتهجوا على مر سنوات احتلال أراضيهم خيار المواجهة والمقاومة، وتمكنوا من وأد كل محاولات التهويد والضم التي حاول الكيان الإرهابي فرضها عليهم على مدار 54 عاماً.
الدولة السورية نوهت مراراً بأن الكيان المحتل يمارس طقوس العربدة الإرهابية في الجولان المحتل ورفعت مذكرات إدانة واستنكار إلى الأمم المتحدة وطالبت مؤسساتها المعنية بوضع حد يلجم جموح الإرهاب الصهيوني ويردع مراميه وغاياته التوسعية، مؤكدة أن أي إجراءات يقوم بها الاحتلال الصهيوني غير شرعية وباطلة قانونياً بموجب القوانين الدولية، وطالبت سابقاً وتطالب اليوم وفي كل حين الأمم المتحدة بفرض إراداتها الملزمة بتنفيذ قراراتها المتعلقة بإنهاء الاحتلال وفي مقدمتها القرار “497” الذي اتخذ بالإجماع في 17 كانون الاول1981، والذي يدعو كيان الاحتلال إلى إلغاء ضم الجولان العربي السوري المحتل، إضافة إلى مطالبتها الحثيثة بحماية أبناء الجولان من التنكيل والبطش والاعتقالات التعسفية التي يمارسها العدو الصهيوني بحقهم.
لا التوربينات الهوائية التي حاول وضعها الكيان المحتل على أرض الجولان المحتل، ولا مساعيه للتمدد السرطاني وسرقة المزيد من أراضيه لإحلال مستوطنين على المستوطنة غير الشرعية المسماة” ترامب”، حيث بدأت سلطات الاحتلال التحضير لنقل 20 أسرة من المستوطنين خلال شهري كانون الأول 2020 وكانون الثاني 2021 ضمن سياسة التوسع الاستيطاني في محاولة لطمس هوية الجولان العربي السوري، ولا تماهي الإدارات الأميركية مع جرائم هذا الكيان الغاصب ستشرعن احتلاله، فالجولان العربي السوري سيبقى عصياً على الهزيمة بإصرار أبنائه على مقاومة العدو الإسرائيلي وبدعم من الوطن سورية، فهو كان ولم يزل أرض سورية، وعلى المحتل الغاصب أن ينهي احتلاله ويلغي كل إجراءاته العدوانية الباطلة والتي تتعارض مع المواثيق الدولية، وعلى مجلس الأمن أن يستعيد دوره المفقود والمصادر أميركيا، والبدء فوراً بالتحرك العاجل لتنفيذ القرار رقم 497 لعام 1981 وإلزام كيان الاحتلال الإسرائيلي بوقف ممارساته الاستيطانية غير القانونية وإجراءاته القمعية بحق أهلنا في الجولان السوري المحتل، والانسحاب من كامل الجولان المحتل حتى خط الرابع من حزيران عام 1967.