الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
أجواء مضطربة، واستنفار أمني واسع، وحالة تأهب قصوى، هذا هو المشهد الذي يخيم على الولايات المتحدة اليوم على مسافة نحو أسبوع من مراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، وهذا دليل كافٍ على أن هذا البلد الذي زعزع استقرار العديد من الدول تحت شعارات الديمقراطية والحرية، هو أكثر انتهاكاً للديمقراطية والحريات العامة، فثمة ما يفوق 15 ألف جندي من قوات الحرس الوطني تم نشرهم في واشنطن جاهزون لقمع أي حركة احتجاج على تنصيب بايدين بسبب تشكيكهم بمصداقية الانتخابات التي أفضت لهزيمة دونالد ترامب، هذا الشخص المريض الذي كان قد هدد في السابق بأنه على استعداد لجر بلاده إلى حرب أهلية بحال خسارته الانتخابات، وهذا السيناريو لا يزال مرجحاً في ظل التوترات الأمنية التي لا تزال تجتاح الشارع الأميركي بفعل الانقسامات الحاصلة والتي تعمقت أكثر بعد غزوة الكابيتول في السادس من الشهر الحالي.
ومع اقتراب 20 الشهر الجاري موعد تنصيب بايدن تبقى الاحتمالات مفتوحة كما هي التحليلات، وذلك مع التصويت على عزل ترامب، حيث المخاوف من حدوث اضطرابات وأعمال عنف تزداد، وهذا ما يعكسه مشهد التحضيرات الأمنية والتحشيد العسكري بتوافد قوات الحرس الوطني إلى مبنى الكونغرس، حيث انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي لقطات لمئات العسكريين وهم ينامون على أرضية مبنى الكابيتول، في ظل الاستعدادات الأمنية، التي توصف بأنها غير مسبوقة في العاصمة.
وكالة “أسوشيتد برس” الإخبارية الأميركية ذكرت اليوم الخميس أن محافظ واشنطن موريل بوزر، دعا المواطنين لعدم حضور حفل التنصيب، مشيرة إلى أنه سيكون هناك نحو 15 ألف جندي من قوات الحرس الوطني على الأرض، وقد أغلق أحد الشوارع المركزية في العاصمة واشنطن” كي ستريت”، حيث توجد فيه مبانٍ تجارية متعددة الطوابق، ويمكن رؤية البيت الأبيض من التقاطع مع شارع 16، كما أن حركة النقل محدودة فيه.
كما تم وضع كتل خرسانية حول الساحات والمتنزهات الصغيرة بالإضافة إلى تواجد سيارات دورية وسيارات سوداء ذات أضواء وامضة، وتقف بالقرب من أحد الفنادق حافلات صغيرة سوداء اللون، حيث وعدت الاستخبارات بالبدء بالاستعدادات لحفل التنصيب قبيل أسبوع من الموعد المحدد.
ووسط هذا المشهد الأمني المضطرب سلمت أكوام من الصناديق الكرتونية الفارغة إلى مبنى المكتب التنفيذي في البيت الأبيض لبدء حزم أمتعة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب ومسؤولي إدارته.
وذكرت قناة “NBC NEWS” أن إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، تخطط للقيام بحملة تنظيف شاملة للبيت الأبيض قبل أسبوع من مغادرة ترامب البيت الأبيض إلى منتجع Mar-a-Lago في فلوريدا، مشيرة إلى أن عملية التنظيف التي سيتم القيام بها تختلف عن سابقاتها التي كان يقوم بها مستخدمو البيت الأبيض ومدبرات المنازل، وذلك بعد إصابة ترامب وأكثر من 40 شخصاً مقرباً منه بفيروس كورونا.