الثورة أون لاين – لميس عودة:
في الساعات الأخيرة من عمر ولاية إدارة دونالد ترامب المتخمة بالانتهاكات والتعديات والملآى بكل أصناف الغلو بالإجرام والتطاول الصارخ على الشرعية الدولية وقوانينها، تحاول هذه الإدارة المارقة خلط أوراقها الإرهابية، وتجد في داعش صنيعتها وأداتها الإرهابية ضالتها لإعادة تدوير عجلة إرهابها على الجغرافيا السورية، فإخراج دواعشها من جحورهم التي تخبئهم بها في الحسكة تحت حماية أداتها الانفصالية “قسد” لتنفيذ مهمات إرهابية جديدة هو آخر مقامراتها العبثية لرسم المشهد السوري مجدداً بألوان الإرهاب الأميركي وبما يتناسب مع أطماع واشنطن لنهب وسرقة مقدرات السوريين.
مخزون إرهاب أميركا لا ينضب، واستيلاد بدائل إرهابية لتنفيذ مخططاتها وأجندتها في منطقتنا هو الهاجس الملازم لحكامها على اختلاف مشاربهم وتنوع انتماءاتهم وأحزابهم، فبالإرهاب وحده تمارس واشنطن طقوس بلطجتها على اتساع الرقعة الدولية، وهو الركيزة الأساسية الذي من منصته تنطلق لتغزو دول العالم وتعيث فوضى التخريب والتدمير لمقومات استقرارها.
فجديد لعبة الشرور الأميركية يتمثل في إعادة تعويم داعش الإرهابي على سطح المشهد في سورية، والرهان الأحمق عليه لإطالة عمر وجودها الاحتلالي على الأراضي السورية بعد أن أسقط ذرائع محاربته من أيديها، خاصة بعد إعلان إدارة ترامب سابقاً وعلى الملأ الدولي أنها نجحت في القضاء على إرهابيي التنظيم هذا من جهة، ومن جهة أخرى لتترك الباب موارباً لإدارة جو بايدن الجديدة للاستثمار في دواعي ضرورة محاربته .
غاية أميركا من مواصلة نقل إرهابيي داعش من سجونهم في الحسكة إلى التنف في هذا التوقيت يشرح غاياته ومآربه من دون أي مواربة أو لبس في فهم مغازيه، ويتمثل باللهاث المحموم للبقاء الاحتلالي تحت خطوط إعادة تدوير ” داعش”، فما يتم افتعاله أميركيا بخبث هو أن واشنطن تريد إخراج “داعش” من جحوره مجدداً لتعيد اجترار كذبة دواعي بقائها غير الشرعي لمحاربة التنظيم الإرهابي.
أميركا لن تحزم حقائب إرهابها وترحل من الأراضي السورية إلا مهزومة وقسراً، لأن الشراهة لسرقة مقدرات السوريين وأطماعها في الجزيرة السورية هي موجه سياستها، وستبقى تراهن على آخر رمق إرهابي لتنفيذ أجنداتها وبما يتيح لها ممارسة طقوس لصوصيتها تحت ستار محاربة الإرهاب.
عكاز داعش الذي تحاول واشنطن الاستناد عليه في الوقت الأخير المتبقي من عمر إرهابها ومناوراتها العقيمة في سورية، أصبح مهترئاً لن يسند فشلها ولن يرتق ثقوب هزائمها المتسعة بعد تشظي أدواتها الإرهابية على معظم الخريطة السورية، ونفخها العقيم في قربة إنعاش إرهابيي التنظيم وإيكال مهمات تخريبية جديدة لهم لإعاقة وتعطيل التحرير لن يوصلها إلا إلى طرق مسدودة، فالمعطيات في الميدان تغيرت والأجواء التي كانت تستغلها للاصطياد في عكر الفوضى الإرهابية باتت غير ملائمة بعد أن ثبتت الدولة السورية مداميك قوتها في المناطق التي حررتها، وأثبتت تمكنها وتفوقها في كل المعارك التي خاضت غمارها في الميدان والسياسة، ولا عودة لعقارب الزمن إلى الوراء مهما حاولت المناورة في مساحة أوهامها .