فساد علني في مديرية التربية بالحسكة يتسبب برسوب طالبتين نجحتا في نتائج الثانوية العامة ويحرمهما من المفاضلة .!!
الثورة أون لاين – يونس خلف :
بلا مقدمات يمكن القول مباشرة أن مؤشرات الفساد التربوي والأخلاقي والإداري واضحة في هذه القضية التي تحدثنا عنها منذ صدور نتائج امتحانات الثانوية العامة ، وقلنا لن نستبق الأمور و ننتظر نتائج التحقيق ، وبالعودة إلى أساس الموضوع كان شكوى من والد الطالبتين ( أثير وأصيل العزو ) من القامشلي مضمونها أنه بتاريخ ٢٠٢٠/٦/٢٩ علم والد الطالبتين بأن رئيسة المركز الامتحاني قامت باستدعاء بناته بعد خروجهن من قاعة الامتحان فذهب إلى المركز ووجد بناته في غرفة مع رئيسة المركز ولدى سؤاله عن السبب قالت له إن لديهن موبايلات . وفوجئ فيما بعد أنه تم تنظيم تقرير كيدي من قبل رئيسة المركز .
وبعد أن تولى فرع الهيئة بالحسكة التحقيق بالموضوع توصل من خلال التدقيق ومتابعة كل الوقائع بأن رئيسة المركز الامتحاني اعتمدت في كتابة التقرير وضبط الغش على إخبارها من قبل إحدى الطالبات وبعد انتهاء امتحان الرياضيات أن الطالبتين أثير وأصيل تستخدمان الموبايل في الامتحان فطلبت منهما عدم مغادرة المركز وأدخلتهما إلى إحدى الغرف وفي هذا الوقت وصل والدهما وحصل بينهم خلاف ما جعل رئيسة المركز تتصل هاتفيا مع مديرة التربية لتقوم رئيسة المركز مباشرة بتنظيم ضبط غش بالطالبتين بعد هذا الاتصال .
تقرير الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش أكد أنه بتدقيق سير الامتحان لمادة الرياضيات تبين أن وقائع الامتحان سارت بشكل جيد ولم يطرأ اي شيء كما إن تقرير مندوب التربية المذيل بتوقيعه وتوقيع رئيسة المركز الامتحاني تضمن أن الامتحان جرى في جو هادىء ولا شيء يذكر .
اما مندوب التربية للفرع العلمي يؤكد ايضاً بأن الامتحان جرى بشكل هادىء وطبيعي ولم يشاهد موبايلات بحوزة اي طالبة إلا أنه بعد خروج الطالبات من المركز قالت له رئيسة المركز بأنها ستقوم بتنظيم ضبط غش بوجود موبايلات لدى الطالبتين لكنه رفض التوقيع على الضبط كونه لم يشاهد أي شيء .
عندما صدرت نتائج الثانوية العامة كانت الطالبتان أثير وأصيل قد نجحتا إلا إن مديرية التربية بالحسكة سطرت كتاباً لوزارة التربية بعد صدور النتائج يتضمن اعتماد عقوبة الحرمان من دورة عام ٢٠٢٠ الأولى والإضافية لكل من الطالبتين المذكورتين وبذلك لتصبح نتيجتهن الرسوب بعد أن كانت النجاح عند صدور النتائج .
لا يضيع حق وراءه التفتيش :
اليوم يصدر تقرير الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش ويتم اعتماد ما توصلت إليه وقائع التحقيق بالموضوع والمؤيدة من رئاسة فرع الهيئة بالحسكة ورئاسة مجموعة التربية بالهيئة . واعتماد ما ورد من مقترحات في التقرير ومنها : طي عقوبة الحرمان واعتبار الطالبتين ناجحتين وفق النتائج التي صدرت .
وإحالة رئيسة المركز الامتحاني إلى المحكمة المسلكية تمهيداً لإحالتها إلى القضاء بجرم التزوير . ولعل الأسئلة التي تطرح نفسها هنا تبدو كثيرة ومزدحمة بإشارات الاستفهام والتعجب أولها :
لماذا تم توليف كل ذلك بعد خروج الطالبات من قاعة الامتحان .؟ وهل يجوز كتابة تقرير أو ضبط غش بعد انتهاء الامتحان وخروج الطلاب من القاعة . ؟ والسؤال الأخر : لماذا لم تعترف مديرية التربية بنجاح الطالبتين عند صدور النتائج. وما الغاية من تسطير كتاب للوزارة يتضمن الاعتراض على نجاح الطالبتين .؟
ويبقى السؤال المهم الآن ووفقاً للمعطيات المتوفرة لدينا أن اعتماد تقرير الهيئة أرسل لوزارة التربية منذ الرابع من الشهر الحالي فمتى يتم التنفيذ بعد ضياع فرصة الاستفادة من المفاضلة ومتى يتم تنفيذ قرار الهيئة أيضاً كي لا يضيع حق وراءه مطالب ، وكي يستقوي الجميع بالمؤسسات والهيئات التفتيشية وبقوة القانون و العدالة ، وليس بالتلفيق والتزوير ، وكي تترسخ ثقافة الاستقواء بمن يرفع الظلم وليس بمن يظلم .