لسنا بصدد إجراء مراجعة نقدية أو تقييمية لما قام به الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من أفعال – أقل ما يمكن القول عنها إجرامية- في العالم عامة، وفي منطقتنا خاصة، فالرجل رحل مكرها دون أي أثر حميد يذكر له، خاصة وأن قرارات الرئاسة في أميركا ليست شأنا داخليا في العموم، بل لها أثرها العالمي، نظرا لدور وحجم الولايات المتحدة عالميا، وتغولها في مناطق عدة من بقاع الأرض.
عادة ما تترقب الغالبية العظمى من دول العالم اسم الشخص الذي يصل إلى البيت الأبيض، ولكل منهم حساباته بشأن ذلك، فيما كانت ولا زالت أفعال الرئيس الأميركي، وموقفه إزاء جملة من القضايا في المنطقة تعبر عن سياسات واشنطن العدوانية، وقد عبرت سورية مراراً وتكراراً بأن الأسماء والأشخاص لا تعنيها سورية بشيء، بل الأفعال على أرض الواقع، وأفعال ترامب كانت في مجملها عدوانية، وأفعال حرب، من دعم الإرهاب والميليشيا الانفصالية في سورية، إلى الحرب الاقتصادية الجائرة عليها، ومايسمى ” قانون قيصر” إلى سلسلة من الافعال أقلها سرقة خيرات الشعب السوري من نفط ومحاصيل زراعية.
وإذا كانت الأفعال المبدئية للرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، والمتجسدة بإلغاء بعض من حماقات ترامب السابقة، مؤشرا إلى إصدار المزيد من القرارات،فلا ضير من ” سياسة جرة القلم”، التي تشكل مراجعة طبيعية وعقلانية لما أفسده ترامب، أو تبشر بالتفاؤل لسنوات أربع قادمة، وكل ذلك بانتظار التنفيذ على الأرض السورية، وبالتراجع عن العقوبات الأحادية، والتعامل بعقلانية لحل سلمي عبر التعاطي مع الدولة السورية والحكومة الشرعية لا مع مجموعات انفصالية خارجة عن القانون، إضافة إلى لجم جميع اعتداءات حلفاء أميركا المحتلين سواء التركي أو الإسرائيلي.
السياسة في العموم تحمل صفة العقلانية، أو التأني، بعيدة عن الأهواء، أساسها المنطق وحكمة الشرعية والقوانين الدولية، أو هكذا يفترض، إلا أن قرارات بايدن الأولى والتي غيرت ” بجرة قلم” شيئا من حماقات سلفه ، تحمل دون شك كثيرا من الصوابية، بانتظار إكمال مسيرة الإصلاح بما يخص ما أفسده ترامب في سورية والمنطقة.
Moon.eid70@ gmail.com
حدث وتعليق- منذر عيد