السياسة بجرّة قلم..

لسنا بصدد إجراء مراجعة نقدية أو تقييمية لما قام به الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من أفعال – أقل ما يمكن القول عنها إجرامية- في العالم عامة، وفي منطقتنا خاصة، فالرجل رحل مكرها دون أي أثر حميد يذكر له، خاصة وأن قرارات الرئاسة في أميركا ليست شأنا داخليا في العموم، بل لها أثرها العالمي، نظرا لدور وحجم الولايات المتحدة عالميا، وتغولها في مناطق عدة من بقاع الأرض.

عادة ما تترقب الغالبية العظمى من دول العالم اسم الشخص الذي يصل إلى البيت الأبيض، ولكل منهم حساباته بشأن ذلك، فيما كانت ولا زالت أفعال الرئيس الأميركي، وموقفه إزاء جملة من القضايا في المنطقة تعبر عن سياسات واشنطن العدوانية، وقد عبرت سورية مراراً وتكراراً بأن الأسماء والأشخاص لا تعنيها سورية بشيء، بل الأفعال على أرض الواقع، وأفعال ترامب كانت في مجملها عدوانية، وأفعال حرب، من دعم الإرهاب والميليشيا الانفصالية في سورية، إلى الحرب الاقتصادية الجائرة عليها، ومايسمى ” قانون قيصر” إلى سلسلة من الافعال أقلها سرقة خيرات الشعب السوري من نفط ومحاصيل زراعية.

وإذا كانت الأفعال المبدئية للرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، والمتجسدة بإلغاء بعض من حماقات ترامب السابقة، مؤشرا إلى إصدار المزيد من القرارات،فلا ضير من ” سياسة جرة القلم”، التي تشكل مراجعة طبيعية وعقلانية لما أفسده ترامب، أو تبشر بالتفاؤل لسنوات أربع قادمة، وكل ذلك بانتظار التنفيذ على الأرض السورية، وبالتراجع عن العقوبات الأحادية، والتعامل بعقلانية لحل سلمي عبر التعاطي مع الدولة السورية والحكومة الشرعية لا مع مجموعات انفصالية خارجة عن القانون، إضافة إلى لجم جميع اعتداءات حلفاء أميركا المحتلين سواء التركي أو الإسرائيلي.

السياسة في العموم تحمل صفة العقلانية، أو التأني، بعيدة عن الأهواء، أساسها المنطق وحكمة الشرعية والقوانين الدولية، أو هكذا يفترض، إلا أن قرارات بايدن الأولى والتي غيرت ” بجرة قلم” شيئا من حماقات سلفه ، تحمل دون شك كثيرا من الصوابية، بانتظار إكمال مسيرة الإصلاح بما يخص ما أفسده ترامب في سورية والمنطقة.

Moon.eid70@ gmail.com

 حدث وتعليق- منذر عيد

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية