يتعمد كيان الاحتلال الإسرائيلي من خلال مشاركته المباشرة وغير المباشرة في الحرب الإرهابية على سورية من خلال دعمه المتعدد الأشكال للتنظيمات الإرهابية إدامة عدم الاستقرار في المنطقة بعد حصاده نتائج فوضى ((الربيع العربي)) على كل المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية .
وتعد الاعتداءات الإسرائيلية الجوية والصاروخية المتكررة على الأراضي السورية عصبا في الإستراتيجية العدوانية التي يديرها هذا الكيان العنصري في المنطقة وذروة هدفه تقويض وإضعاف ثقافة المقاومة بشكل عام والدول التي ترفض و تطالب وتعمل وتحضر لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة .
يراقب هذا الكيان على الدوام التطورات والاستحقاقات السياسية والداخلية لدول المنطقة ومحيطها الإقليمي ويعمل عبر الولايات المتحدة والدول الأخرى الداعمة له على توظيف واستغلال هذه الإحداث والظروف بما يخدم أجنداته العدوانية وخاصة إزاء الدول التي رفضت الاستجابة لمتطلبات مشروع الشرق الأوسط الجديد الأميركي الصهيوني وفي مقدمتها سورية التي خاضت حربا لا مثيل لها مع حلفائها لمنع تحقيقه .
يخطئ من يعتقد أن الحرب الإرهابية على سورية في خواتيمها الأخيرة فهي تراجعت عسكريا بعد إلحاق الجيش العربي السوري الهزيمة بغالبية أدوات حلف الإرهاب الذي تقوده واشنطن وحلفاؤها الغربيون والكيان الصهيوني ولكن الحرب السياسية والاقتصادية والنفسية ضد الشعب السوري في تصعيد مستمر.
إن الهدف من الاعتداءات الإسرائيلية على مسارات الطرق والمعابر الحدودية بين سورية والعراق ليس عسكرياً على الإطلاق، بل محاولة لمنع الشعب السوري و حكومته من تأمين مستلزمات العيش التي تعد اليوم الهدف الأساس لقادة حلف الإرهاب العدواني على سورية .
كذلك الأمر لا ينفصل الحصار الخانق الذي تفرضه المليشيات المرتبطة بالمحتل الأميركي على الأهالي في محافظة الحسكة وشرق دير الزور من قطع للمياه ومنع دخول الغذاء والدواء والتحرك بحرية وعمليات الاعتقال والقتل المنظم عن مرامي محور الإرهاب والمتمثلة بمنع السوريين المضي في تعزيز الأمن والاستقرار واستعادة الحياة الطبيعية لكل ترابهم وإنجاز استحقاقاتهم السياسية والدستورية في مواعيدها وفي مقدمتها استحقاق الانتخابات الرئاسية خلال الأشهر القادمة.
يتوزع محور الإرهاب مهام هذه الحرب كل حسب موضعه فكيان الاحتلال الإسرائيلي يصعد من عدوانه على الأراضي السورية تحت غطاء أميركي ودولي مفضوح وغير مسبوق و تتولى الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بالإضافة إلى منعهم من فرض الحكومة السورية سيطرتها على كامل التراب السوري سرقة النفط والموارد السورية تشديد العقوبات الاقتصادية على الشعب السوري وسد أي ثغرة فيها باستخدام كل الوسائل ويمثل عرقلة هذا الحلف لإمدادات الوقود و الأغذية و الأدوية من الوصول إلى سورية والاعتداء عليها في المياه الدولية حالة غير مسبوقة في العدوان المتعدد الأشكال.
يدرك الشعب السوري الذي قدم أعظم التضحيات في حربه ضد الإرهاب كل المرامي والأهداف التي يخطط لها حلف العدوان ويتحمل أعباءً كبيرة جراء ذلك ولن يقبل بأي شكل من الأشكال أن تذهب تضحياته في معركة الإرهاب لقاء التخلي عن كرامته الوطنية وسيادة بلاده ودورها الحضاري والسياسي في المنطقة ومن هذا المنطلق يجب سد الثغرات التي تضعف معركته والعمل على الإدارة الحكيمة للموارد الوطنية.
إن الاستحقاق الوطني القادم هو الهدف الأساس للتصعيد العدواني والاقتصادي من محور الإرهاب وفي مقدمتهم كيان العدو ولكن الشعب السوري واع لذلك وقادر على تحديه وعزيمته كما فعل طوال هذه الحرب القذرة .
معا على الطريق- أحمد ضوا