اليوم انطلق الفصل الدراسي الثاني، والتربية كلها ثقة أن يكون كما الفصل الأول بدون منغصات، خاصة إذا ما علمنا أن التربية قد اتخذت ومديرياتها في مختلف المحافظات الإجراءات الضرورية كافة، ولاسيما تأمين المستلزمات، وتوفير بيئة صحية آمنة، حرصاً على صحة التلاميذ والطلاب والأطر الإدارية والتدريسية.
طبعاً كل ذلك ينطلق من خطة موضوعة لتدريس المواد المتبقية من الفصل الدراسي الأول، وخصوصاً في مراحل الصفوف كافة ،وهنا ننوه بضرورة الاهتمام بمواد اللغة لأننا نرى التلميذ أو الطالب يحفظ المادة بطريقة البصم، أما الواقع فلا يستطيع التحدث في هذه اللغة إن كانت الإنكليزية أو الفرنسية أو الروسية.
ناهيك عن طرح مشروع في الفترة السابقة يتمثل بموضوع رسوب الطالب في مادتين في الصفوف الانتقالية إذ سيتم العمل في هذا المشروع على عدم تسمية الطالب راسباً، بل يسمى مؤجلاً في حال كانت علاماته في المادتين قريبة من علامة النجاح ويعطى منهاجاً مكثفاً للمادتين خلال شهرين ويجرى له امتحان إذا اجتازه ينقل للصف الأعلى، وبذلك لا يخسر عامه الدراسي وهنا السؤال : هل سيطبق هذا المشروع هذا العام خاصة إذا ما علمنا أنه في العام الدراسي السابق قد طبق موضوع الترفيع لكل الطلاب الراسبين بعد اجتيازهم لدورة لمدة شهرين خلال العطلة الانتصافية وذلك نتيجة الظروف الصحية وإغلاق المدارس .. ؟.
وإذا ما تحدثنا عن المنظومة التربوية عندنا، فلا بد من النظر في بعض المصطلحات التي تأتي في إطار تطوير العملية التربوية بكل مكوناتها، خاصة وأن بعض المناهج هي بحاجة لإعادة النظر وطنيا ” مناهج اللغات الإنكليزية والفرنسية وحتى الروسية نموذجاً “، مناهج هذه المواد على سبيل المثال لا الحصر تطبع وتؤلف خارج البلد، وهنا السؤال :
ألا يوجد لدينا كفاءات قادرة على تأليف هذه المناهج، وبالتالي ألا يوجد لدينا مطابع تقوم على طباعة هذه الكتب . . ؟، طبعاً وبكل تأكيد لدينا الكفاءات الوطنية الكافية والمطابع اللازمة للتنفيذ، لكن يبقى القرارالتربوي الصح في المكان الصح، كما نشير إلى بعض المواد التي هي بحاجة لروائز موضوعية، على سبيل المثال لا الحصر مواد الدراسات الاجتماعية عندما يحصل الطالب على العلامة التامة في الامتحان وبعد يومين ينسى ما حفظه، فلابد من إعادة النظر بالآلية المعتمدة في تدريس هذه المواد ووضع الأسئلة المناسبة لها.
فما تقوم به التربية في إطار تطوير منظومتها التربوية يعتبر نقلة نوعية تصب في جعل هذه المناهج مواكبة للتطور الحاصل، ما استدعى التكثيف من إقامة الدورات وورش العمل بشكل عام، وفي المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية، ومركز القياس والتقويم التربوي وفي المحافظات، لوضع روائز لعملية التطوير هذه، وتحديد أدوات تنفيذها على أرض الواقع، ونعتقد جازمين أن هذا الشكل من العمل التربوي هو الذي يوصلنا إلى مناهج تحاكي الواقع.
حديث الناس- اسماعيل جرادات