الثورة أونﻻين – آنا عزيز الخضر:
السؤال ثقافة لها خصوصيتها في عالم الإبداع، فهي إن جسدت عبر عمل إبداعي ما، فإنها تجسد المعطى الأهم الذي يكشف الحقائق كما هي بدقتها، بملامحها وسماتها و أبعادها ، فهي تمتلك المقدرة المتفردة تلك التي تستفز خروج تجارب وحاﻻت انسانية واسعة وغنية إلى النور كما هي بنفس الوقت المعادﻻت الحياتية الأغنى، التي تبحث في أبعاد وأعماق أكثر دقة ومقاربة للواقع هذه التفاصيل نستشفها عبر العرض المسرحي(هل تعتقد أننا سنصل ) تأليف نمرسلمون إعداد أمير أبو الخير إخراج مجدي المقبل الذي عرض في دار الفنون كنتاج ورشة عمل أقيمت برعاية اتحاد شبيبة الثورة،.حيث بني العمل على تساؤﻻت عديدة لكشف معاناة الجيل الشاب، مترافقة مع الحرب، وهل يمكنهم الوصول إلى أهدافهم وسط كل تلك العقبات والصعوبات، التي ﻻتعد وﻻتحصى هنا، إذ ركز العمل على مشكﻻت الشباب المتعاقبة والمتراكمة في ظل الظروف الضاغطة، التي يعيشها المجتمع السوري في ظل الحرب، التي فرضت على حياته عنوة وقد بني العرض على لوحات درامية، اقتربت بشكل واقعي ومؤثر من حياة الشباب، فكانت في منتهى الموضوعية والصدق، خصوصا أنه كان للشباب مشاركتهم وآراؤهم، كون عوالم الغرض نسجت بمساهمتهم
..حول العرض وأحداثه ومجرياته وآليات خروجه إلى النور، تحدث المخرج ( مجدي المقبل ) قائلا:بدأنا ورشة عمل ممثل مع الممثلين الطلبة ، مدتها شهرين و نصف.. و من بعدها بدأنا نشتغل على موضوعات تهم الطلاب والشباب.. بدأنا نبحث بهذه المواضيع و العمل عليها .. بعدها اخترنا النص ( هل تعتقد أننا سنصل) للكاتب ( نمر سلمون) و قسمنا العمل فكان الشغل معهم على بناء الشخصيات و آلية التعامل مع الشريك على المسرح، كما التعامل مع الفضاء المسرحي و أهم جانب كان طريقة التعبير عن أفكارنا وقد اهتميت أنا بالقسم الذي يتعلق ببناء العرض و كيفية ربط اللوحات و العمل على توضيح أفكارنا و استبعاد الأفكار المعيقة المحتمل أن تعمل على إرباك المتلقيحاولت قدر الإمكان الاهتمام بالأسلوب الاخراجي و اتباع آليات يكون الممثل ( الإنسان) هو الهدف في العرض، فهو العنصر الأهم.. لذلك كان الإخراج يذهب في اتجاه البساطة و عدم التعقيد..وكان الفضاء لدينا شبه خال و يعتمد على البساطة في الديكور و على الاكسسوارات والعمل بشكل أساسي على أفكار العرض ،كما حاولنا جمعينا العمل كفريق ألا تطغى فكرة على أخرى. وسعينا أن نرى الحكاية من كل الزوايا ، نبحث عن مبررات للشخصيات و الأسباب التي أ وصلتها إلى النتجية تلك.بالنسبة لآلية العمل مع الممثل.. واجهت صعوبات من ناحية فرق العمر و الخبرات مع الطلاب.. لكن تمكنا أن نتخطاها ،لأن الشباب كانوا محبين للعمل. فكان هناك نقاشات طويلة و أسئلة كتيرة، و بحث لا ينتهي حتى وصلنا لصيغة العرض هذه. العرض بشكل رئيسي يعالج الأسباب التي تضغط علي الشباب وتضطره التفكير للهروب من واقعه من جهة والتفكير بالهجرة خارج الوطن من جهة أخرى باستخدتم أسلوب اللوحات ،و كل لوحة كانت تعالج فكرة على حدا،منها ما كان يبحث عن العائلة كيف تتعاطى مع فكرة هجرة الأبناء ،وأخرى حول العلاقات الاجتماغية وآليات تأثرها بالظروف ،مثل الحبيب و الحبيبة ،و كيف فكرا بالهجرة بضغطها، وحضرت لوحات تتعمق بآليات تفكير المجتمع وهجرة الفتيات بسبب الممارسات الذكورية عليهن، و خلال كل ذلك كان الطرح للكثير من مشكﻻت الشباب.