الثورة – حسين روماني:
أُسدِل الستار ليل أمس، على حياة الفنانة السورية حنان اللولو، واسمها الحقيقي ماجدة ماجد طنوس، عن عمريناهز 58 عاماً، إذ أعلنت نقابة الفنانين السوريين، وفاتها بعد صراع مع المرض، وقدّمت النقابة نعياً للفنانة القديرة عبر الصفحة الرسمية للنقابة بحسابها الرسمي “فيس بوك”، وجاء في النعي: تعازينا القلبية بوفاة الفنانة حنان اللولو، بعد صراع مع المرض..
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحلت بهدوء، كما عاشت، سبقها خذلانٌ قديم من المهنة ووسطها الفنيٍّ لم يُنصفها يوماً، وألمٌ تسلّل إلى قلبها رويداً رويداً، حتى أخمد نبضها الأخير.
ماتت الضحكة قبل أن تموت، وتحوّلت إلى مادة استهلاكية لوسائل التواصل، لا لاهتمامٍ حقيقي، بل لحسرة عابرة.
عرفها السوريون من خلال أدوارٍ بسيطة، لكنّها مشبعة بالصدق والروح، كما في “دنيا”، و”غزلان في غابة الذئاب”، و”بقعة ضوء”، و”كل شي ماشي”. لم تطلب البطولة يوماً، بل كانت قطعة دفء في كلّ عمل، تؤدي بإخلاص، وترحل بابتسامة، ودّعت الكاميرا قبل أن تودّع الحياة، بعد عمرٍ من الوفاء للفن، والغياب القسري عن شاشاتٍ كانت تعرفها جيداً، جسّدت الحالة الشعبية السورية تنقّلت بين الأم، الزوجة والجارة، وحتى الجدة البسيطة، لكن السوق تغيّر، واستُبعدت تلك الملامح الحقيقية لصالح زينة فارغة.
في رمضان 2023، أعادتها المخرجة رشا شربتجي إلى الشاشة عبر مسلسل “مربى العز”، بعد ظهورها الإنساني في برنامجٍ روت فيه فقد ابنها، وعن وجع الإقصاء، وسنوات الكفاح لتربية الأحفاد قبل الأبناء، لكن المأساة اكتملت حين أعلن السرطان حضوره في خريف 2024، فدخلت معركةً لم تكن متكافئة.
الفنانة التي أضحكت الناس كثيراً، بكت بصمت في نهايتها وغاب عنها زملاء المهنة كما غابت عنها الكاميرا، وكأنما النسيان عقوبة من لا يلهث وراء النجومية، كما قالت في أحد اللقاءات.
حنان اللولو لم تكن فقط وجهاً ضاحكاً على الشاشة، بل مرآة لفنانين أحبّوا بصدق، وأعطوا من دون حساب، ثم رحلوا من دون تكريم.