الثورة اون لاين – لميس علي:
“عن فورمات عالمية” باتت العبارة الأولى دائماً في التعريف عن أضخم برامج الترفيه في العالم العربي..
كما الحاصل حالياً في “إنت مين” المأخوذ عن أصل أميركي وهذا بدوره مأخوذ عن برنامج كوري.
قالب اللعب الذي يُقدّم لنا وفق هالة ترف بصري، أصبحت عادة لدى أضخم قنوات البث العربي.. قالب لا يموّه عن حالة الفقر من حيث الإتيان بفكرة أصيلة تتشابه وواقعنا.. ولتبقى كبريات عروض الترفيه والتسلية لدينا ضمن إطار (نسخ، لصق).
لن يكون البذخ الواضح، فقط قناعاً يتم الاختباء خلفه وإخفاء ضعف أو هشاشة الإتيان بمضامين، حتى لو كانت تسلوية، لكن (أضعف الإيمان) أن لا تكون نسخة عن أصل..
هكذا يصبح “القناع” الثيمة الأهم التي يقوم عليها البرنامج، حين يختبئ خلفه “12” شخصاً من فناني ومشاهير العالم العربي.. وما على الجمهور والمحققين وكذلك المشاهدين سوى معرفة الشخص الكائن خلفه.. لكنه ليس الفكرة الأساسية التي يظهر عليها “إنت مين” إنما الفكرة المضمرة غير الواضحة للقائمين على هذه النوعية بما يخبّئه من هشاشة أفكار يتصف بها هؤلاء المختبئون بدورهم خلف قناع (المال).
ولزيادة نسب المشاهدة يواكب برنامج “تريندينغ” كل حلقة من حلقات “إنت مين”.. يرصد كواليسه ويعيد الكثير من فقراته كما ويطرح التساؤلات التي تنجم عما يحصل..
أمر عادي وطبيعي..!
فهما جاران على ذات القناة العارضة.. والدعم واجب.
أسلوبية دعائية لتحريك فضول المتلقي حين يخمد، ومعاودة حشر ذات البرامج أمام عينيه وفي وعيه ولاوعيه.
وأكثر ما يشكل استفزازاً لمتلقٍ يتابع بعينٍ صاحية، حين يشاهد فريق المحققين في “إنت مين”، وهم (قصي خولي، سيرين عبد النور، حسن الرداد، مهند الحمدي )، يقومون بالتسويق للبرنامج بطريقة لا تُخفي كم السطحية والسذاجة التي يظهرون عليها، أو تلك التي يمثّلونها وكأنهم يقتنعون بكل تفاصيل الحاصل والمعروض عليهم وأمامهم.. ليقنعونا بالتالي بما نرى..
فما الخبرة التي سيحصل عليها ممثل مثل حسن الرداد حين يشارك في هكذا نوعية برامجية ليس من هدف لديها سوى الترفيه والتسلية.. كما ذكر في أحد اللقاءات معه تعريفاً بالبرنامج..؟
غالباً، هؤلاء يحضرون هنا بصفتهم ممثلين.. لكن التمثيل يكون في “إنت مين” خلف قناع الإقناع بوسيلة (المال).. ولابأس من الخلط قليلاً بين أقنعة الواقع وأقنعة الخيال (التمثيل) وصولاً إلى خلطة برامجية تدّعي الترفيه بأبهى حلة.

التالي