الحصار الأخطر من النار .

 

صحيح أن مدينة الحسكة تعيش حياتها الطبيعية والمؤسسات الحكومية و الدوائر مستمرة كالمعتاد في عملها وتقديم الخدمات للمواطنين كما ان مخبز الحسكة الأول مستمر بالعمل دون أي انقطاع . ومؤسسات الدولة تحاول بكل الوسائل التخفيف من آثار الحصار المُطبق ومساندة المواطنين في تأمين احتياجاتهم الأساسية ، إلا إن الحصار من قبل قسد مستمر لأحياء وسط مدينة الحسكة وتداعياته وآثاره على المواطنين والحياة اليومية تتفاقم بعد مرور 11 يوماً . وهذه الآثار واضحة للجميع من خلال :
– منع دخول السيارات والدراجات النارية والمواد الغذائية والتموينية والخضار والفواكة و المازوت .
– منع وصول التلاميذ و الطلاب إلى مدارسهم في اليوم الأول من الفصل الثاني.
– استمرار قطع طريق عام الحسكة -القامشلي .
– منع صهاريج المازوت من تزويد المولدات الخاصة ( الأمبيرات).
– اضطرار المواطنين والموظفين والطلاب والمدرسين والأطباء الذهاب سيراً على الأقدام لمسافات طويلة للوصول إلى الدوائر الحكومية والمدارس والمراكز الصحية والعيادات الطبية بسبب منع كل أنواع الآليات من الحركة والتنقل .
ويبقى الأكثر تأثيراً والأكثر وجعاً هو الصمت العام من قبل المؤسسات و المنظمات الإنسانية الدولية . وأيضاً استمرار الارتهان للمحتل الأميركي ، وكذلك عدم الوصول حتى الآن إلى إنطلاقة حقيقية للمقاومة الشعبية رغم أن الجميع يعرف ويدرك أن زوال الاحتلال ومنغصاته وأدواته هو بالمقاومة الشعبية .
إن الحصار الجائر اليوم من ميليشيا قسد المرتبطة بالمحتل الأميركي وإجراءاتها التعسفية بحق المواطنين في منطقة الجزيرة و مصادرة أملاكهم واعتقال أبنائهم لتجنيدهم في صفوفها وزجهم في اعتداءاتها المتواصلة على الأهالي رغماً عنهم ومصادرة عشرات المنازل للمواطنين في أحياء مدينة الحسكة بعد أن طردت أصحابها منها بهدف نهبها و تحويلها إلى مقار عسكرية و من أجل إحداث تغييرات في النسيج الاجتماعي في المنطقة تخدم أجنداتها المرتبطة بالمكتب الأميركي .. كل ذلك يترافق مع اعتداءات المحتل التركي الذي هو الآخر يمارس أبشع أشكال العدوان بحق المدنيين في المناطق التي يحتلها من قصف وتدمير للقرى والمزارع وتطهير عرقي وسرقة للموارد الطبيعية ومحاصيل السكان والأماكن الأثرية وتغيير المعالم المدنية وفرض سياسة القهر والتتريك على السكان الذين يرفضون ذلك ويتحدون إجراءات هذا المحتل بكل الوسائل المتاحة.
إن الوقت ينفد بسرعة أمام ميليشيات قسد لتتراجع عن عمالتها للمحتل الأميركي وأخذها للمدنيين في منطقة الجزيرة كدروع بشرية من خلال هذا الحصار ، فهل ثمة من يتأمل ويفكر ، لأنه من المؤكد أن القبول بالخيارات الوطنية لن يكون متاحاً تحت سيطرةالاحتلال وفي ظل الارتهان الأجنبي المحتل وتنفيذ أوامره بما فيها هذا الحصار الذي ربما تكون آثاره وأضراره أكثر خطورة من تداعيات اللعب بالنار .

الكنز – يونس خلف 

آخر الأخبار
مزاجية ترامب تضع أسواق النفط على "كف عفريت" اجتماع لتذليل الصعوبات في المستشفى الوطني باللاذقية متابعة جاهزية مجبل الإسفلت بطرطوس.. وضبط الإشغالات المخالفة بسوق الغمقة الحرب التجارية تدفع الذهب نحو مستويات تاريخية.. ماذا عنه محلياً؟ الرئيس الشرع يستقبل وفداً كورياً.. دمشق و سيؤل توقعان اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية الدفاع التركية تعلن القضاء على 18 مقاتلاً شمالي العراق وسوريا مخلفات النظام البائد تحصد المزيد من الأرواح متضررون من الألغام لـ"الثورة": تتواجد في مناطق كثيرة وال... تحمي حقوق المستثمرين وتخلق بيئة استثماريّة جاذبة.. دور الحوكمة في تحوّلنا إلى اقتصاد السّوق التّنافس... Arab News: تركيا تقلّص وجودها في شمالي سوريا Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق " الخوذ البيضاء" لـ "الثورة: نعمل على الحد من مخاطر الألغام ما بين إجراءات انتقامية ودعوات للتفاوض.. العالم يرد على سياسات ترامب التجارية "دمج الوزارات تحت مظلّة الطاقة".. خطوة نحو تكامل مؤسسي وتحسين جودة الخدمات بينها سوريا.. الإدارة الأميركية تستأنف أنشطة "الأغذية العالمي" لعدة دول The NewArab: إسرائيل تحرم مئات الأطفال من التعليم الشعير المستنبت خلال 9 أيام.. مشروع زراعي واعد يطلقه المهندس البكر في ريف إدلب برونزية لأليسار محمد في ألعاب القوى استجابة لمزارعي طرطوس.. خطّة سقاية صيفيّة