في الذكرى الـ 72 ليوم الجمهورية الهندية.. الهند تراكم إنجازاتها الوطنية.. وتجمعها مع سورية علاقات متجذرة
الثورة أون لاين:
تحتفل الهند في مثل هذا اليوم الـ 26 من كانون الثاني بالذكرى الـ 72 لإعلانها جمهورية، حيث يعود يوم الجمهورية لدخول الدستور الهندي حيز التنفيذ عام 1950 بعد أن تبنته الجمعية الهندية الدستورية وقامت بدراسته وتدقيقه، بعد استقلال البلاد عام 1947، ويضمن العدالة الاجتماعية والاقتصادية وحرية الفكر والتعبير والاعتقاد لجميع المواطنين ويعزز فيما بينهم الإخاء ويحمي كرامة ووحدة الفرد.
ومنذ استقلالها وحتى اليوم، تراكم الهند إنجازاتها على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية، وتعزز مكانتها الدولية أكثر فأكثر، وتربطها علاقات مودة واحترام مع معظم دول العالم، ويجمعها مع سورية علاقات ثنائية متجذرة يعود تاريخها إلى استقلال سورية عام 1946 حيث تم إعلان تفاهم كامل حول دعم قضايا البلدين في المحافل الدولية وتعزيز العلاقات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وهذه العلاقات كانت وما زالت علاقات ودية ومتينة وراسخة الجذور، وقد ازدادت تماسكا خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية، حيث أبقت الهند سفارتها في دمشق ولم توقف عملها، والحكومة الهندية ما زالت تساند وتؤيد موقف الحكومة والشعب السوري في حربهم ضد الإرهاب بكل أشكاله، وتؤكد باستمرار احترامها لسيادة سورية ووحدة أراضيها، فهي تتبنى موقفاً قوياً وحاسماً من الحرب على سورية عبرت عنه في مختلف المنابر والمحافل الدولية منذ البداية، حيث أكدت وجوب أن يكون الحل تحت عملية سياسية شاملة بقيادة الدولة السورية وعلى قاعدة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها وحقها في محاربة الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره.
وقد أعرب الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين خلال استقباله حفظ الرحمن سفير الهند لدى الجمهورية العربية السورية أول أمس عن تقدير سورية لموقف الحكومة الهندية الداعم لها في حربها ضد الإرهاب من خلال الدعم السياسي في المحافل الدولية، فيما كان السفير الهندي قد أشاد في وقت سابق بمواقف سورية المؤيدة لمواقف الهند في المحافل الدولية والإقليمية، وقال في تصريحات صحفية سابقة: “عبر التاريخ وجدنا سورية دائماً تقف وتؤيد المواقف الهندية في المحافل الدولية والإقليمية، والعلاقات الثنائية بين البلدين وثيقة وقوية جداً، وسورية ما زالت تواصل دعمها لجميع الترشيحات الهندية في المحافل الدولية، كما دعمت ترشيح الهند للعضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، وتقدر الهند موقف القيادة السورية التي تؤيد الحكومة الهندية في حربها ضد الإرهاب من وراء الحدود، وكلانا ضحايا لهذا الإرهاب الشنيع، وندرك جيداً بأن الإرهاب يشكل خطرا كبيرا على البشرية كافة”.
وكان للروابط التاريخية وللكفاح المشترك ضد الاستعمار أثر في تعزيز العلاقات الثنائية فكان البلدان جزءاً من حركة دول عدم الانحياز حيث نسقا معاً للحفاظ على حقوق ومصالح البلدان النامية وهما اليوم يواصلان الدعم المتبادل في المحافل الدولية بما يتعلق بالقضايا التي تخدم مصالح شعبي البلدين.
وقد أكدت الهند مراراً رغبتها في تعزيز التعاون مع سورية ولاسيما في مرحلة إعادة الإعمار، ورجال الأعمال وأصحاب الفعاليات الاقتصادية الهندية لديهم رغبة حقيقية لإيجاد فرص للتعاون الاستثماري في سورية، بحسب ما أكده السفير الهندي في وقت سابق، وقد أرسلت الهند مساعدات إنسانية ولاسيما فيما يتعلق بالمجال الصحي، فكانت مبادرتها خلال العام الماضي لتركيب الأطراف الاصطناعية لأكثر من 500 من جرحى الحرب إضافة إلى تقديمها مساعدات طبية لمواجهة خطر جائحة كورونا، كما استمرت الهند في منحها التدريبية للموظفين السوريين من مختلف الاختصاصات حيث تراوح عدد المستفيدين منها خلال السنوات الماضية ما بين 70 إلى 100 متدرب سنوياً إضافة إلى المنح الدراسية التي قدمت منذ عام 2018 لأكثر من ألف طالب سوري في مختلف المجالات.
والهند جمهورية برلمانية بنظام متعدد الأحزاب، وهي ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان والسابعة من حيث المساحة الجغرافية وتتمتع بتنوع اللغات والثقافات والأثينيات العرقية، وهي تتبنى إصلاحات اقتصادية وسياسات مالية وخطوات لتسهيل العمل مع خلق بيئة مناسبة للاستثمارات الأجنبية، وهي لم تترك مجالا في الصناعة إلا ودخلته ونافست به على المستوى العالمي، وتعد الخدمات التكنولوجية والمعلوماتية والبرمجيات واجهة اقتصاد الدولة، وتحتل مكانة اقتصادية مرموقة، إذ تصدر كل شيء، من الكيماويات والمنسوجات، إلى معدات النقل والبناء، وصولا إلى الصناعات اليدوية والمنتجات الزراعية.