الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:
لم يتأخر الجيش العربي السوري البطل في الوصول إلى الجماعات الإرهابية التي اعتدت قبل رأس السنة على عدد من الحافلات التي تقل مدنيين وعسكريين على طريق دير الزور – تدمر في منطقتي الشولا وكباجب ، حيث ارتقى عدد من الشهداء ووقع عدد جرحى في كمين غادر نفذته أدوات إرهابية مرتبطة بشكل مباشر بالوجود الأميركي غير الشرعي في الجزيرة السورية ، إذ مايزال الاحتلال الأميركي يحرك فلول هؤلاء الإرهابيين ضمن أجندته التخريبية في سورية لخلق المزيد من الفوضى والإرهاب لتبرير وجوده من جهة ، والضغط على الدولة السورية من جهة أخرى لإرغامها على القبول بالأمر الواقع والانصياع للتدخل الأميركي المرفوض في الشأن السوري .
فكما جرت العادة ، وفي سياق مهمته الوطنية المقدسة لدحر الإرهاب وحفظ الأمن والأمان وحماية أرواح السوريين ، تمكنت وحدات من الجيش العربي السوري أمس من القضاء على المجموعة الإرهابية التي نفذت الكمين الغادر على طريق دير الزور – تدمر ، حيث تمت العملية بعد تمشيط البادية المحاذية للطريق الدولي في هذه المنطقة ، واستطلاع تحركات فلول الإرهابيين بين منطقتي الشولا وكباجب ، فقضت على خمسة إرهابيين ودمرت لهم سيارة من نوع “بيك آب” رباعي الدفع مزود برشاش ثقيل .
العملية التي نفذتها وحدات الجيش العربي السوري ضد هذه المجموعة الإرهابية المأجورة تأتي في السياق الطبيعي لمعركة سورية ضد الإرهاب ، والمستمرة منذ نحو عشر سنوات ، والتي حققت إنجازات كبيرة ولاسيما في البادية السورية مترامية الأطراف في السنوات الأخيرة ، والتي أدت باعتراف الإعلام الغربي إلى كسر شوكة التنظيم الإرهابي وتمزيق “دويلته” المزعومة إلى فلول متناثرة وذئاب منفردة تحاول استعادة نشاطها من جديد بدعم من الولايات المتحدة والنظام التركي .
إذ لا يمكن تفسير بعض العمليات الإرهابية التي تنفذ انطلاقاً من مواقع تحتلها القوات الأميركية ، سوى أنها تتم بالتعاون مع المحتلين الأميركيين ومرتزقتهم في ميليشيا قسد ، وبدعم مباشر منهم ، فلو كانت الادعاءات الأميركية بمحاربة تنظيم داعش صحيحة لما بقي لعناصر التنظيم الإرهابي أي وجود أو أي أثر في سورية على الأقل ، إذ ما يزال مسموح لفلول التنظيم التحرك بحرية في مناطق النفوذ الأميركي وصولاً إلى المناطق الآمنة والمحررة لممارسة إرهابهم الانتقامي ضد عناصر الجيش والقرى والبلدات الآمنة ، وكذلك وصولهم إلى الأراضي التركية حيث الملاذ والمأوى والدعم ، وحيث يهدد النظام التركي من حين لآخر بإرسالهم إلى أوروبا للضغط على الحكومات الأوروبية لدعم مشاريعه العدوانية في سورية والمنطقة .
ما يعنينا في هذا المجال أن الجيش العربي السوري متأهب ومستعد دائماً لملاحقة فلول هؤلاء الإرهابيين حتى القضاء عليهم نهائياً وتنظيف الجغرافية السورية من رجسهم ، فرغم المساحات الكبيرة التي يتحرك بها هؤلاء الإرهابيون والدعم الذي يتلقونه من مصادر عديدة ، فإن الجيش العربي السوري يستطيع الوصول إليهم ومحاسبتهم على جرائمهم والقضاء على فلولهم .
وما عملية الأمس الناجحة ضد نفس المجموعة التي اعتدت على الحافلات المدنية والعسكرية أواخر السنة الماضية إلا دليل قوي على القدرات العسكرية الكبيرة التي يتمتع بها أبناء الجيش والقوات الرديفة ، إضافة إلى التكتيكات الناجحة المتبعة والاستطلاع المستخدم لكشف مواقع الإرهاب المتنقل والمتخفي والقضاء عليه ، وشهادة تثبت سعي الجيش لتحرير كل شبر من أرض الوطن من رجس الإرهاب العميل والمرتزق ، واستعادة الأمن والأمان في كل ربوع سورية