الثورة أون لاين – دينا الحمد:
خلال يومين فقط كان الغزاة الأميركيون والأتراك وأدواتهم في إدلب والجزيرة كتنظيم “النصرة” الإرهابي وميليشيا “قسد”، يتبادلون أدوار السرقة ونهب ثروات السوريين، ففيما كانت التنظيمات الإرهابية تفكك جسر “بداما” للسكك الحديدية بريف إدلب، وتسرق مواده الثمينة، كانت عمليات السرقة الأميركية لخيرات الجزيرة مثل النفط والحبوب تتصدر أخبار الفضائيات، وبشكل متواز مع الحصار التركي “القسدي” لأهلنا هناك، وسرقة محتويات عدد من البلديات ومؤسسات الدولة السورية.
إنه تبادل الأدوار إذاً لسرقة ثروات السوريين وتجويعهم ودفعهم إلى ترك قراهم وأراضيهم الزراعية، وبإيعاز من المحتلين الأميركيين والأتراك عندما يعجز هؤلاء عن تحقيق أجنداتهم الاستعمارية، وهو نفس الدور المناط بتنظيم “داعش” الإرهابي حين يقوم المحتل الأميركي بنقل عناصره من سجون الشدادي إلى قاعدته غير الشرعية بالتنف لاستثماره في الإرهاب والقيام بدور آخر عجز عنه المحتل نفسه.
وقد رأى العالم كله كيف يقوم المحتلون بحصار أهلنا وسرقة ثرواتهم ونقل نفطهم وحبوبهم بشكل يومي من معابر الجزيرة إلى العراق عبر شاحناته ثم يوكل المهمة مرة لداعش المتطرف ومرة لقسد الانفصالية وثالثة للنصرة الإرهابية، وكيف يقوم الغزاة أيضاً بقتل المواطنين الأبرياء ثم يعود ويوكل المهمة لهذه التنظيمات المأجورة.
لقد فككت التنظيمات الإرهابية المدعومة من النظام التركي جسر بداما للسكك الحديدية وسرقت مواده، وهو الجسر الواصل بين بلدتي بداما والزعينية المحاذية للطريق الدولي (أم فور) على محور حلب اللاذقية بطول 245 متراً وارتفاع 18 متراً، وقبلها سرقت “قسد” مؤسسات الدولة ونهبت “داعش” ممتلكات المواطنين في دير الزور دون أن يدرك المحتلون وأدواتهم أن السوريين الذين دحروا الإرهاب سيطردون المرتزقة من أراضيهم وسيحققون النصر على أجنداتهم التكفيرية، ولن يسمحوا لهذه التنظيمات المأجورة التي تأتمر بأوامر المحتلين بمواصلة إجرامها مهما كلفهم من تضحيات.
إن تفكيك الجسور وسرقة موادها وسرقة الحبوب والنفط والممتلكات تعد جريمة حرب وانتهاك عدواني سافر يضاف لسلسلة الجرائم والتخريب الممنهج الذي تمارسه هذه التنظيمات المتطرفة بأمر مشغليها، لكن المثير للسخرية أن ما يسمى المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية والسياسية والإنسانية وفي مقدمتها الأمم المتحدة مازالت تتفرج على جرائمها تلك وكأن الأمر لا يعنيها وليس من اختصاصها.
