الثورة أون لاين – تحقيق سهى درويش:
عودة التيار الكهربائي لبعض المناطق المحررة في مدينة حلب حلم يؤرق سكانها، فإضاءة النور فيها لساعات قليلة كفيل لبث الطمأنينة بتحسن الواقع الخدمي، وعودة الحياة إلى طبيعتها وهذا ما لمسناه خلال جولتنا في مدينة هنانو التي هجرها قاطنوها بداية الحرب الإرهابية على حلب بحثاً عن الأمن والأمان من الإرهاب…
عودة خجولة للسكان والخدمات
يقول القاطنون: بعد تحريرها نهاية عام 2016 لم يعد إليها إلا القلة لشح الخدمات فيها، والاعتماد على الأمبير بدل الكهرباء والذي لا تتناسب أسعاره مع القدرة المادية للقاطنين، حيث يبلغ سعر الأمبير أسبوعيا /4000/ ليرة لمدة ست ساعات تشغيل فقط في أحسن الأحوال ما لم يحدث أي عطل على الموّلدة دون تعويض.
وفوضى لوسائل النقل
وبعيداً عن الكهرباء المنسية على المدى المنظور فالمواصلات كانت شكوى أخرى وخطوط السرافيس لا تتقيّد بمسارها ولا تصل نهاية الخط فقط لدوار الصاخور، ما يؤدي لتجزئة الخط وعدم تلبية الخدمة ويبقى الانتظار الطويل واقعهم، وحتى حافلات النقل فالخط تخدّمه فقط حافلتان للقطاع الخاص لشركة المدينة وضمن فوضى في التوقيت.
وعن تأمين المواد الاستهلاكية المدعومة، فلا رسائل تصلهم إلا ما ندر، فالشبكة ضعيفة والحصول على المقنن بحاجة للحصول عليه من أحياء أخرى على الرغم من أن السورية للتجارة مجهّزة بصالتها وتفتقر لموظفين يعملون بها، وتركها مغلقة ريثما يتوفر الكادر.
ومازوت التدفئة ضحك على اللحى
أما مادة المازوت فحصة الأحياء الثلاثة في المدينة حتى تاريخ لقائنا الأهالي كانت ثماني دفعات، وبمعدل 950 حصة بما فيها أسر الشهداء، علماً أن عدد سكان الأحياء الثلاثة 8000 عائلة أي يستحقون 8000 حصة، فالكمية قليلة ولم تصل إلا لنسبة ١٥%من السكان والكثير منهم لم يحصل على الدفعة الثانية للعام الماضي.
أما الواقع الأسوأ وفق ما اشتكى منه القاطنون فهو النظافة وتراكم الأنقاض وسوء حال بعض المنازل التي تحتاج لترميم وتؤثر على السكان.
مدير خدمات هنانو: قلة عدد العمال والآليات
رئيس قطاع هنانو المهندس سائد بدوي أوضح بأن مساحة القطاع تبلغ /٢٨٠٠/ هكتار وفيه تسعة أحياء ويعاني من قلة أعداد عمال النظافة والبالغ بالشكل الفعلي /١٧/، إضافة لقلة الآليات، حيث لا يمتلك القطاع سوى ضاغطتين وجرارين وثلاث سوزوكيات، الأمر الذي يحمّل القطاع عبئاً كبيراً، أما الحالة الإنشائية وتضرر الأبنية فمسؤولية القطاع فقط من الخارج والسلامة العامة، أما من الداخل فهي مسؤولية القاطنين، مشيراً إلى أن المجلس لديه رؤية ودراسات لتحسين الواقع في هذا القطاع.
وفي الجانب الجيّد فقد مدح الأهالي من واقع التعليم وتوفر المدارس المؤهلة، وكذلك تأمين مادة الخبز.
ويبقى الأمل ..
وأمام ما شهدناه في جولتنا بمدينة هنانو فإنها تتطلب تحسين الواقع الخدمي فيها والاهتمام أكثر، كونها من المناطق التي كانت تضم تجمعا سكنياً يعج بالحياة لشريحة واسعة، فهل تتحقق آمال سكان هنانو ..؟؟
تصوير: خالد صابوني
