تأتي أهمية اللغة العربية ومكانتها من موقعها في ترسيخ الهوية القومية والإبداع الإنساني والانتماء، وأبرز التحديات التي تواجهها عربيتنا تتلخص في استمرار أعداء الأمة العربية شرذمة أبنائها، وبالتالي النيل من اللغة الهوية والجامع والحاضن الأكبر للأمة.
أما ظواهر الضعف التي تتأتى لأسباب أسرية ومدرسية ومناهج وافتقار القواميس وأدوات القياس الموضوعية في تقويم التعليم اللغوي، والافتقار لطرائق التعليم والتعلُّم وربط الماضي اللغوي بالحاضر وتأثير وسائل الإعلام والإعلان ووسائل الفضاء الأزرق، وازدواجية اللغة ومزاحمة العامية للفصحى ومنافسة اللغات الأجنبية الأخرى واللغات التجارية العالمية (الإيموجي)، فكلها مخاطر ومشكلات وتحديات تواجهها العربية من داخلها، وبالتالي يمكن مغالبتها والانتصار عليها بخطوات مدروسة…
التمسّك بالعروبة انتماء وثقافة وهوية، وهو انتماء ثقافي حضاري يعزّز حضور اللغة في كل المحافل العربية والدولية ويمكنّنا من مواجهة التحدّي الأول وهو شرذمة أبنائها وأمتهم، ولعلّ نشاط مراكز البحث العربية وإقامة الندوات واللقاءات الثقافية وتعزيز فكر المقاومة العربية القومية يُنقذ الأمة ولغتها.
تمكين اللغة العربية بدءاً من عالم الطفولة وسن التشريعات والقوانين المعنية باكتساب العلوم والمعارف في كل المراحل التعليمية باللغة العربية الفصحى ومواكبة العلوم بمفردات عربية وابتكار طرق ووسائل متطورة يمكن للعربية استيعابها باعتبارها لغة مطواعة وقابلة للتطور يسهم إسهاماً كبيراً في الحفاظ على استمرار فصاحتها.
وسائل الإعلام والإعلان جزء لا يتجزأ من المشروع القومي النهضوي للغة العربية لاتساع العرض من خلالهما وشمولية الرؤية والقدرة على الوصول والإقناع بكون اللغة معادلاً موضوعياً للهوية الوطنية والقومية.
خصائص اللغة العربية واتساع قدرتها على استيعاب ملايين الكلمات يجعل منها لغة عالمية تذوب فيها كلّ المصطلحات الأجنبية وكلّ المعارف والعلوم الحديثة بما فيها الفضاء الأزرق، وجلّ ما تحتاجه أمام هذا التحدّي استمرار الباحثين وعلوم اللغة في مواكبة كل المصطلحات والمفردات الدخيلة ونحتها واشتقاقها بالعربية وتعميم المصطلحات الجديدة وفق اتفاقيات عربية – عربية، وعربية – دولية، لضمان استمرار الوجود العربي على الساحة الدولية والعالمية ومجابهة الشرذمة العربية من أعداء الأمة وكيانها الذي توحدّه اللغة والثقافة والتاريخ المشترك.
رؤية- هناء الدويري