من يجد لإسرائيل البند المفقود في عملية تبادل الاسرى ؟!…ثمة دائماً ماهو مفقود في حسابات تل ابيب وسياساتها بدءاً من الهيكل المزعوم في المسجد الأقصى، وليس انتهاءً بماجرى يوم أمس حين خرج الاعلام الإسرائيلي من أكمام نتنياهو يبحث تحت قبعة الكيان عن بند مفقود تلمع فيه إسرائيل صورتها الإنسانية وتقفز بخفة البهلوان من عملية تحرير الأسرى السوريين إلى إعطاء لقاحات كوفيد ١٩ للشعب السوري الذي قصفته بعدوانها منذ أيام وأراقت دماء ٨شهداء في مشهد واحد من مشاهدها الهمجية.
ثم تأتينا أي اسرائيل لتدعي الإنسانية فوق أكتاف فايروس كورونا مستثمرة عملية التبادل بين الأسرى للتنقيب عن بند مزعوم من جملة مزاعمها المتراكمة منذ أن دنست المنطقة حتى اللحظة، لكن المفارقة في طرفة البند المفقود هو محاولة إبراز دور الكيان (الانساني )خاصة أن الموت بإصابات كوفيد ١٩ تسجله منظمة الصحة العالمية في حين أن القتل والتدمير في العدوان الإسرائيلي لايسجل في المنظمات الأممية أو يدخل ضمن عدادات الموت التي تتقلب حسب المزاج السياسي المتحكم بإدانات الأمم المتحدة.
بدأ المشهد مضحكاً وطريفاً لدى السوريين وهم يرقبون (حنان) إسرائيل المسموم يسيل من بعض وسائل الإعلام الخليجي والتي تناقلت الخبر، ونسيت أن في خبطاتها الصحفية ارتجاجاً آخر لسياسات بلادها المطبعة والمطيعة مع الكيان الصهيوني والتي لم ترق يوماً إلى حتى لعملية تبادل أسرى، بل انحدرت صفقاتهم وصفاقتهم السياسية إلى البيع المجاني للقضايا العربية بالجملة والتي كان آخرها صفقة القرن.
لن نبحث بعيداً وراء الكذبة الإسرائيلية فهي من ارتدادات المستجدات السياسية وانفعالات الموقف الإسرائيلي المحموم خوفاً من العودة الأميركية إلى الاتفاق النووي، فأراد نتنياهو التشويش والقفز إلى المشهد الاقليمي، حتى من بوابة العجائب السياسية والمستحيلات وهي أن يكون محتل أرض الجولان ومافعله من جرائم القتل والتشريد إنسانياً أو أن يحيد من عالج جروح النصرة والإرهاب في مشافيه عن سياسته العدائية لسورية.
لكنها حمى اللحظات السياسية أصابت نتنياهو من أن واشنطن هي التي رمشت أولاً بحسب تعبير مجلة الفورين بوليسي من التحديق الطويل في جمود الاتفاق النووي الإيراني لدرجة أن الرئيس الأميركي هو من دعا للعودة الى طاولة (٥+١)ورغم أن إيران وضعت شروطها لاختبار النيات الأميركية برفع العقوبات عن طهران إلى المسار السياسي في الاتفاق النووي يحتاج وقتاً طويلاً كي يكشف بايدن أو حتى يضبط هذا التخبط الكبير في البيت الابيض حيث الجمهوريون ممتعضون من الارتداد الأميركي إلى طاولة النووي وثمة من يرى أن بايدن قد يرضيهم بتوسيع الاتفاق ليشمل مايسميه برنامج الصواريخ الإيراني.
لذلك وأكثر قد يرفع بايدن شعار العودة الأميركية إلى الاتفاقات والطرق الدبلوماسية، ولكن التطبيق قد تقطعه طرق واشنطن الإمبريالية فقبل رفع يافطة أميركا عادت على صناع السياسة الأميركية وقف الاحتلال، ومنح الأولوية للتصالح مع الدول وليس العمل لعودة نظام القطبية الأحادية التي تعمل من أجل الهيمنة الامبريالية على واشنطن الانسحاب من سورية وباقي الدول التي تحتلها، ووقف دعم داعش وقسد التي تسرق النفط السوري تحت ظلال الاحتلال الأميركي …على بايدن أن ينزل عن كرسي قيصر العقوبات ويتخلى عن قدمي الامبريالية في عودة أميركا.
من نبض الحدث – عزة شتيوي