ميليشيا قسد مستمرة في حصارها الجائر .. الاستيلاء على المطاحن والمخابز .. ومخصصات الثروة الحيوانية من المقنن العلفي لتجويع الجميع
الثورة أون لاين – يونس خلف :
صحيح أن معاناة الأهالي في مناطق مختلفة من محافظة الحسكة تتفاقم بسبب عدم توفر رغيف الخبز ، وصحيح أيضاً الكلام المتداول بين الناس بأنه تم تخفيض الكميات المنتجة ضمن المخابز العامة المستولى عليها ، وأن إنتاج ربطة الخبز أصبح بنصف الوزن السابق ، إضافة إلى تقليل عدد الأرغفة و توقيف العمل بأغلبية الأفران الخاصة .
كل ذلك هو صحيح .. وثمة إجماع عليه من المواطنين والمسؤولين ، ولا يوجد بل لا يجوز أن ينفيه أحد لأنه الواقع على حقيقته .
لكن الصحيح أيضاً الذي يجب أن يعرفه الجميع لماذا يحدث ذلك ، وما هي أسباب المعاناة ومن يتحمل مسؤولية حرمان الناس من الخبز . ؟.
لقد رمت ميليشيات قسد العاملة تحت إمرة الاحتلال الأميركي اتفاق فك حصارها الخانق الذي فرضته لمدة 20 يوماً على أحياء وسط مدينة الحسكة وحيي طي وحلكو في مدينة القامشلي رمته وراء ظهرها واليوم يتسبب
استيلاء ميليشيا قسد على المطاحن والمخابز العامة والأفران الخاصة وسرقة محتوياتها من مستلزمات إنتاج رغيف الخبز إلى حرمان الأهالي في مناطق مختلفة من أرجاء محافظة الحسكة من مادة الخبز ، و بذلك يتأكد للجميع أن هذه الميليشيا مستمرة في ممارساتها العدائية من خلال تضييقها على المواطنين ومنع الجهات الحكومية من تقديم واجباتها ووظائفها الخدمية والاجتماعية والإنسانية ، ولذلك من الطبيعي أن تزداد شكاوى المواطنين من عدم توفر مادة الخبز وحدوث أزمة خانقة ناتجة عن قيام الميليشيا بتخفيض الكميات المنتجة ضمن المخابز العامة المستولى عليها ، وإنتاج ربطة الخبز بنصف الوزن السابق وتقليل عدد الأرغفة ، إضافة إلى توقيف العمل بأغلبية الأفران الخاصة .
ولذلك لا بد أن يعرف الناس حقيقة هذه الميليشيات وتعرف المنظمات الإنسانية والمؤسسات الدولية إن عودة الاستقرار في إنتاج مادة الخبز وتوفيرها لجميع المواطنين في محافظة الحسكة مرتبط بعودة المطاحن والمخابز والأفران المستولى عليها من قبل الميليشيا إلى الجهات الحكومية ، وعدم تدخل هذه الميليشيا في كل مراحل صناعة رغيف الخبز والتوقف عن سرقة مستلزمات الإنتاج . علماً بأن الأفران العامة الحكومية التي لا تزال تعمل تحت إشراف فرع المخابز مستمرة بتأمين الخبز للأهالي ضمن نطاق عملها .
* تجويع الثروة الحيوانية أيضاً :
وفي الوقت الذي تكون فيه الثروة الحيوانية في محافظة الحسكة بأمس الحاجة للمواد العافية التي تقدمها مؤسسة الأعلاف بسعر مدعوم ولاسيما في هذه الظروف الصعبة التي نتجت عن تأخر نمو الأعشاب وضعف المراعي الطبيعية التي تتغذى عليها الثروة الحيوانية في ظل انحباس الأمطار الذي تشهده المحافظة .. في نفس الوقت ورغم كل هذه الظروف تقوم ميليشيا قسد بالاستيلاء على مراكز توزيع الأعلاف وتتسبب في حرمان الثروة الحيوانية من الغذاء كما حرمت المواطنين من رغيف الخبز بعد الاستيلاء على المطاحن والمخابز .
فقد أكدت مصادر رسمية من المحافظة بأن ميليشيا قسد المرتهنة المحتل الأمريكي استولت على مراكز توزيع المواد العلفية المقننة التابعة لفرع المؤسسة العامة للأعلاف وقامت بسرقة ما تحتويه من مواد علفية مخصصة للأخوة مربي الثروة الحيوانية في المحافظة ، وأن المراكز المستولى عليها هي الحسكة – القامشلي – عامودا – القحطانية وتحتوي كميات تقدر بنحو 13 ألفا و503 أطنان من مادة النخالة ، و1800 طن من مادة الشعير العلفي كان فرع الأعلاف قد خصصها لتوزيعها على المربين ضمن الدورة العلفية الحالية .
*الحصار الجائر :
الأمر لا يقتصر على ما تقدم فقط وإنما أصبح واضحاً إن الحصار الجائر والمستمر من قبل ميليشيا قسد المرتبطة بالمحتل الأميركي وإجراءاتها التعسفية بحق المواطنين في منطقة الجزيرة و مصادرة أملاكهم واعتقال أبنائهم لتجنيدهم في صفوفها وزجهم في اعتداءاتها المتواصلة على الأهالي رغماً عنهم ومصادرة عشرات المنازل للمواطنين في أحياء مدينة الحسكة بعد أن طردت أصحابها منها بهدف نهبها و تحويلها إلى مقار عسكرية و من أجل إحداث تغييرات في النسيج الاجتماعي في المنطقة تخدم أجنداتها المرتبطة بالمحتل الأمريكي ، وهذا ما يجب أن يكون واضحاً لدى الجميع ، لأن الدولة السورية لم تقُصر يوماً في تأمين رغيف الخبز للمواطنين ، ولطالما ولايزال الرغيف هو الخط الأحمر والرقم الصعب الذي لا يقبل القسمة على ناتج الربح والخسارة ولا يحتمل أي إهمال أو تقصير ولم يحدث أن أصبح المواطن محروماً من رغيف الخبز إلا بعد ممارسات ميليشيا قسد وتنفيذها لأوامر المحتل الأمريكي.