الثورة أون لاين – سامر البوظة:
في الوقت الذي كان يراهن فيه الكثيرون على إمكانية أن يغير جو بايدن من سياسات البلطجة والعدوان التي مارسها أسلافه السابقين، وآخرهم ترامب، سرعان ما كشف بايدن ومنذ اللحظة الأولى لاستلامه السلطة, عن وجهه الإجرامي لذي لايختلف عن سابقه, لا بل من الممكن أن يكون أشد قبحا وإجراما, وهو ما اتضح من خلال استمراره بالنهج العدواني ذاته, هذا النهج القائم على العدوان والبلطجة وإرهاب الشعوب ونهب ثرواتها , والذي أصبح سمة بارزة تميز السياسة الأميركية على مر العقود.
ولعل العدوان الغاشم الذي قامت به قوات الاحتلال الأميركي مؤخرا على مناطق في مدينة دير الزور, وبأمر مباشر من بايدن, يفضح نوايا الإدارة الأميركية الجديدة, ويكشف عن مدى الغل والعداء الأميركي تجاه سورية وشعبها, خاصة أنها صمدت رغم كل الضغوط والتحديات وأفشلت المخططات الاستعمارية الصهيو- أميركية التي كانت معدة للمنطقة عبر بوابتها وهزمتها.
ولم تكتف إدارة بايدن بما اقترفته من جرائم, بل كشفت أكثر عن عدوانيتها ومدى حقدها وكراهيتها, عندما بدأت على الفور بالعمل على إعادة تنظيم داعش إلى الواجهة مجددا، للاستثمار في جرائمه، وهذا ما يتجلى في مواصلة نقل إرهابييها من التنظيم الإرهابي عبر حوامات باتجاه بادية دير الزور, بالإضافة إلى نقل المزيد من العتاد والأسلحة إلى قواعدها العسكرية غير الشرعية في المناطق التي تحتلها, في خطوة تدل على أنها تخطط للتصعيد أكثر في المنطقة, عبر أدواتها المجرمة التي أعدتهم ودعمتهم ودربتهم خدمة لتنفيذ مشاريعها.
وقد أفادت مصادر محلية, أنه جرى نقل 10 من عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي, عبر حوامتين تابعتين لقوات الاحتلال الأميركي من قاعدة الشدادي اللاشرعية بريف الحسكة الجنوبي واتجهتا إلى بادية دير الزور، ولفتت المصادر إلى أن الإرهابيين العشرة كانت نقلتهم قوات الاحتلال بوقت سابق من سجن الثانوية الصناعية بحي غويران في مدينة الحسكة, في السادس والعشرين من الشهر الجاري إلى قاعدتها في الشدادي.
واللافت في الأمر, أن السجن المذكور الذي يضم آلاف الإرهابيين من تنظيم (داعش) معظمهم من جنسيات أجنبية, شهد زيارة لمسؤولين أميركيين خلال الأشهر الماضية, كما شهد عمليات هروب مفتعلة ومخططا لها لعدد من الإرهابيين وحالات عصيان وتمرد داخل السجن تمت السيطرة عليها جميعها, وما حدث ليس بعيدا عن ذلك, بل يؤكد من جديد عن مدى الترابط والصلة الوثيقة التي تربط هؤلاء الإرهابيين بمشغليهم في الولايات المتحدة.
وكانت قوات الاحتلال الأميركي أدخلت رتلا مؤلفا من /23/ آلية بين شاحنات وناقلات محملة بسيارات عسكرية وصهاريج محملا بمعدات ومواد لوجستية, لدعم قواعدها في الأراضي السورية عبر معبر الوليد غير الشرعي مع العراق, لتواصل عدوانها وانتهاكها لسيادة الأراضي السورية, وتعزز من وجودها اللا شرعي في منطقة الجزيرة, لضمان استمرار سرقة النفط والثروات الباطنية السورية بمساعدة ميليشيا “قسد” والمجموعات المسلحة التي تدعمها وتشغلها في المنطقة, لتكرس بذلك رسالتها بأن السياسة الأميركية العدوانية تجاه سورية خصوصا والمنطقة عموما، مستمرة ولن تتغير مع بايدن.