مصطلح الزراعة أولاً .. ليس بفضفاض، ولا ضرب من الخيال في بلد عماده الاقتصادي المحاصيل الاستراتيجية والرئيسية، ومنتجات قطعان ثروته الحيوانية، التي لم يمسها السوء، أو تطالها الأذية، أو تهبط مؤشراتها الإنتاجية والتسويقية “الداخلية والتصديرية” إلا بعد لعنة الحرب الإرهابية ـ الوهابية التي حلت خراباً ودماراً ممنهجاً على كل القطاعات الحيوية والهامة دون استثناء.
هذا الظرف الاستثنائي غير المسبوق، يتطلب خطوات وحلول وبدائل واستراتيجيات وخطط حقلية لا مكتبة، تعزز من قوة وصمود وثبات صمام أماننا “الثلاثي الأبعاد” الغذائي والاقتصادي والاجتماعي، بالتكافل والتضامن مع كل الجهات العامة ذات الصلة ” زراعة ـ نفط ـ صناعة ـ موارد مائية ـ اتحادات ـ نقابات ـ جمعيات ..”، بعيداً عن جردات الحساب والتقليب في الدفاتر القديمة، والوقوف على أطلال أسباب وتداعيات التأخر والتقصير والتعثر في إنجاز بعض الملفات.
مصطلح الزراعة أولاً .. يحتاج اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى أسمدة ومحروقات ومياه وبذار، لا في المستودعات أو ضمن الخزانات، وإنما بيد الفلاح الذي فقأ بتمسكه بأرضه وإصراره على متابعة السير في تنفيذ خططه الإنتاجية، وبإنجازه الكبير “عدم تسجيل فقدان منتج زراعي واحد طيلة عمر الحرب”، عُيُونٌ الأعداء.
فهذا الفلاح الذي يستحق منا جمعياً دون استثناء “وبلا منة من أحد” رفع القبعة لقاء قصص النجاح والتميز التي سطرها ومازال في الحقول والبساتين والبيادر، لا يحتاج اليوم إلى سلة مساعدات استهلاكية لا إنتاجية، ولا للكلام المعسول المجرد من أي تنفيذ، ولا لوقفة إرشادية، وإنما للجهات الداعمة والفاعلة والقادرة على إعادة عقارب الساعة الإنتاجية إلى ما كانت عليه كماً ونوعاً قبل الحرب، ودفع عجلة هذا القطاع وبقوة باتجاه تحقيق أهدافه بالشكل الذي يعزز تنافسيته ويساهم في تطويره وتكامله مع القطاعات الأخرى من خلال تحقيق فائض في الإنتاج الزراعي بالنوعية الجيدة والملائمة للاستهلاك المحلي، والتصدير ضمن المواصفات القياسية العالمية، والاستفادة من الميزة النسبية للمنتجات الزراعية السورية، وتحقيق مساهمة جيدة في الناتج القومي عن طريق زيادة الإنتاج والإنتاجية، وإدخال زراعات بديلة قدر الإمكان ذات عوائد اقتصادية .. وصولاً إلى ما بعد بعد عتبة أمننا الغذائي الوطني.
الكنز- عامر ياغي