الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:
للأسف الشديد، واصل الرئيس بايدن ما أصبح تقليداً في سياسة واشنطن الخارجية، وهو القصف، فقد أعطى الأمر بشن غارة عسكرية جديدة بالقرب من الحدود العراقية السورية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 22 شخصاً، وادّعت إدارة البيت الأبيض أن هذه الغارة كانت رداً على الهجمات الصاروخية الأخيرة على المنشآت الأمريكية في العراق!.
وكما كان الحال مع الرئيسين ترامب وأوباما من قبله، فإن التبرير الذي أعطاه بايدن للضربة الأمريكية وأهدافها هو أمر غير منطقي وغير شرعي، بالإضافة إلى أن زعمه أن الهجوم الأمريكي سيؤدي إلى “خفض التصعيد” في المنطقة هو أمر مثير للسخرية، إذ لا يمكن القيام بعمليات قصف وسط الدعوات المستمرة نحو التهدئة.
بهذا ينضم بايدن إلى نادي القادة الأمريكيين الذين لم تحقق تدخلاتهم في الشرق الأوسط، وعلى وجه التحديد سورية، الدولة ذات السيادة، شيئاً في مصلحة الولايات المتحدة بل بالعكس من ذلك تماماً فقد ساهمت في قتل الآلاف من المدنيين ناهيك عن تدمير البلاد.
كلنا يتذكر أنّ الرئيس ترامب هاجم سورية في عام 2018 مدعياً أن هذا العدوان هو انتقام لاستخدام الحكومة السورية المزعوم للأسلحة الكيماوية ضد مواطنيها، وكالعادة، لم تثبت إدارة ترامب صحة ادعاءاتها الكاذبة أبداً.
وقد أدّى هجوم ترامب إلى تزايد مأساة الشعب السوري، الذي يعانى أصلاً من العقوبات الأمريكية الجائرة ضده، كما عانى قبل ذلك أيضاً من تدخل الرئيس أوباما الذي درّب وسلّح الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة لتنفيذ الكثير من الهجمات الإرهابية على الأراضي السورية.
إنّ الضربة الجوية التي شنها ترامب على سورية لم تؤد إلى تعزيز المصالح الأمريكية الحقيقية في المنطقة. ولكنّ الواضح أنّ إرسال 100 صاروخ توماهوك لتفجير عدد من المباني والبنى التحتية كان له الأثر الكبير في إنجاز الصفقة النهائية لشركة رايثيون لصناعة الصواريخ.
وفي العودة إلى الوقت الراهن، من المثير للاهتمام أن وزير دفاع بايدن، لويد أوستن كان يشغل منصباً مهماً في مجلس إدارة شركة رايثيون لصناعة الصواريخ!.
وكان الناقد والمؤرخ توم وود قد سخر مرة قائلاً، أنه بغض النظر عمن تصوّت له فإن المستفيد فقط هو جون ماكين ؟؟ وربما يكون من العدل أيضاً أن نقول الآن أنّ الحروب التي تشنها الإدارة الأمريكية هي فقط لزيادة أرباح شركة رايثيون للصواريخ!.
لقد أضاع الديمقراطيون أربع سنوات في محاولة إزاحة ترامب من منصبه تحت كذبة “Russiagate” المزيفة، ثم وُجهت لترامب اتهامات بأنه قاد تمرداً ضد الحكومة في 6 كانون الثاني في مبنى الكابيتول. ومع ذلك عندما بدأ ترامب يمطر سورية بالقنابل دون إعلان الحرب أو التفويض من الكونغرس ، وقف معظم الديمقراطيين وهتفوا مهللين.
في الواقع ، إن بدء حرب ضد دولة لم تهاجم وحتى أنها لا تشكل أي تهديد للولايات المتحدة بدون إخطار الكونغرس هو جريمة تستوجب العزل، ويجب محاكمة الرئيس بايدن بسبب هجومه على سورية، كما كان ينبغي أيضاً محاكمة ترامب وأوباما من قبله، لكن لا أحد في واشنطن سوف يلاحق تهم العزل ضد رئيس يقود الولايات المتحدة بتهوّر إلى الحرب، فالاستمرار بشن الحروب هو السياسة الأمريكية الدائمة لتدمير البلدان الأخرى.
والسؤال الذي يطرح نفسه، أليس غريباً كيف أننا لم نسمع شيئاً عن داعش على مدار العامين الماضيين، وفجأة تزدحم وسائل الإعلام بالأخبار عن أن تنظيم داعش الإرهابي قد عاد وأنّه يتابع مسيرته في الإرهاب والتدمير؟! إذاً، عندما قال الرئيس بايدن أنّ “أمريكا عادت” ، فإنّ ما يعنيه حقاً هو “عودة حزب الحرب” وليس شيء آخر.
المصدر Urasiareview