الثورة أون لاين – سامر البوظة:
لا يمكن الفصل بين الجرائم التي تقوم بها ميليشيا “قسد” العميلة ضد أهلنا في الجزيرة السورية, وما يقوم به المحتل الأميركي من ممارسات وحصار جائر على الشعب السوري, وهي تثبت يوما بعد يوم مدى خيانتها وارتهانها بيد هذا المحتل, الذي لم يترك وسيلة إلا واتبعها للانتقام من سورية وشعبها بعد هزيمة مشروعه فيها وتحطم أحلامه الاستعمارية على صخرة صمودها, من هنا فإن استمرار “قسد” بخيانتها وبممارساتها الإجرامية تلك يؤكد مدى الترابط الوثيق الذي يربطها بمشغلها الأميركي ويؤكد في نفس الوقت انخراطها الكامل في مشروعه الاستعماري, وأنها أداة رخيصة لتحقيق أهدافه الدنيئة وأجنداته البغيضة.
ولم تكتف “قسد” بما اقترفته من جرائم بحق أبناء شعبنا في المناطق التي تحتلها, من قتل وخطف واعتقالات تعسفية, إلى تهجير قسري للأهالي ونهب ممتلكاتهم, بل زادت في منسوب إجرامها من خلال سرقة النفط والثروات الطبيعية والآثار والقمح وفرض الضرائب والتجنيد الإجباري على المدنيين, ليس هذا فحسب وإنما وصل بها الأمر حد الاستيلاء على الأفران والمطاحن, وحرمان المواطنين من الحصول على رغيف الخبز, وكل ذلك يتم طبعا وفق أوامر المحتل الأميركي وبدعم وحماية من قواته الموجودة في المنطقة, الأمر الذي زاد من حالة الغليان الشعبي والغضب ضد ممارسات “قسد”وجرائمها المتواصلة بحق الأهالي.
واليوم يعيش أهالي الحسكة أوضاعا صعبة نتيجة النقص الحاد بمادة الخبز, وتتفاقم معاناتهم لجهة عدم قدرتهم على تأمين رغيف الخبز في المناطق التي تنتشر فيها ميليشيا “قسد” المرتبطة بقوات الاحتلال الأميركي, التي استولت بالقوة على المطاحن العامة وأغلبية المخابز والأفران الخاصة, وسيطرت على محتوياتها ما أدى إلى عدم توفر الخبز اليومي للمواطنين, وحرمان الأهالي من أبسط مقومات الحياة, وهو ما أكده عضو المكتب التنفيذي لقطاع التجارة الداخلية, سطم الهويدي , الذي أشار إلى أن المخابز الثلاثة (الحسكة الأول, والبعث, وحامو) التابعة لفرع المخابز التي لا تزال تعمل في مدينتي الحسكة والقامشلي, تؤمن حاجة الأهالي في مناطق وجودها من مادة الخبز على الرغم من الضغط الحاصل والناتج عن توافد المواطنين في مناطق وجود الميليشيات إليها.
وتتزايد شكاوى المواطنين لعدم توفر مادة الخبز واضطرارهم إلى شراء الخبز السياحي, ما أثقل كاهلهم وأضاف عليهم أعباء مادية في ظل الظروف المعيشية الحالية وسط دعاوى ومطالبة بعودة المطاحن والمخابز إلى الجهات الحكومية لمعاودة تأمين الخبز.
يأتي هذا في وقت تواصل فيه ميليشيا “قسد” المدعومة من الاحتلال الأميركي سرقتها ونهبها للآثار في المناطق التي تحتلها, وذلك باستخدام ورش وآليات هندسية , حيث باشر مسلحو التنظيم عمليات حفر في تل أثري جديد يقع في قرية (الدرك) المعروفة باسم ” قرية دوكر” بمحيط بلدة القحطانية بريف الحسكة السورية بهدف التنقيب عن الآثار واللقى ونهبها ، مع استمرارها بشن حملات الاعتقال بحق الشبان المدنيين شرقي البلاد.
وبحسب مصادر قروية, فإن مرتزقة “قسد” لطالما منعوا السكان من أي عمليات توسعة لمنازل القرية القريبة من التل والبالغة 60 منزلا، لأن التل المذكور مصنف ضمن التلال الأثرية التي يمنع الإعمار والاقتراب منها، إلا أنهم اليوم بدؤوا عمليات الحفر والتخريب والسرقة بشكل علني.
على صعيد آخر، يستمر مرتزقة “قسد” بحملة الاعتقالات التي استهدفت المئات من الشبان خلال حملة جديدة “للتجنيد الإجباري” في صفوفها، شملت العديد من القرى والبلدات .
حيث أقدمت ميليشيا “قسد” على اختطاف أكثر من 100 شاب في مدينة الرقة وريفها الجنوبي الغربي خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية, بعد أن أقاموا عدة حواجز على الطرق الرئيسة ومداخل مدينة الرقة ومنطقتي الطبقة والمنصورة بالريف الجنوبي الغربي وأقدموا على اختطاف أكثر من 100 شاب وساقوهم تحت تهديد السلاح إلى معسكرات تدريب لزجهم في القتال في صفوف الميليشيا قسرا.
ونفذت مجموعات مسلحة من ميليشيا “قسد” خلال اليومين الماضيين كمائن عند مساجد عدد من قرى محافظة الرقة واختطفت أكثر من 200 شاب بعد الصلاة وذلك لتجنيدهم عنوة في صفوفها ضمن ما يسمى “التجنيد الإجباري” في المناطق التي تنتشر فيها قوات الاحتلال الأميركي والميليشيا.

السابق