الثورة أون لاين – يحيى الشهابي :
صحيح أننا نشهد اليوم أزمة وحالة فوضى حقيقة في وسائط النقل بقطاع المواصلات وغيره من القطاعات الأخرى والتي تتفاقم بسبب عدة عوامل تصب جلها في بوتقة واحدة تهدف إلى الضغط والتضييق لتركيع بلد أصر وناضل من أجل البقاء كريماً حراً رغم كل الآلام الجسام التي حلت به على مدى عشر سنوات من حرب عدوانية ظالمة ، وحصار اقتصادي ظالم لارحمة فيه ولا رأفة .
فيما يخص أزمة المواصلات وبالرغم من قيام حافلات النقل الجماعي بحمل وتخفيف جزء كبير من هذه المسؤولية إلا أن الأزمة بقيت أمام أعين الجميع لخروج العديد من السرافيس الخاصة على عدة خطوط متعذرين بعدم وجود الوقود أو عدم كفاية تلك المخصصات التي وضعت لأجل تلك المهمة أي نقل المواطنين ، حيث يقوم البعض بصرف تلك المخصصات لغير مهمتها التي صرفت لأجلها وتحقيقاً لمصلحته الشخصية . غير آبهين بمئات المواطنين وجلهم طلاب مدارس وجامعات وغيرهم من المواطنين كل في غايته ، ما جعل الأزمة تتفاقم والعشرات من هؤلاء على قارعة الطريق ، أو على أبواب باصات النقل وداخلها بشكل لايراعي أبسط أنواع الوقاية الصحية لاسيما ونحن نعاني من تداعيات جائحة الكورونا .
صباح أول أمس توجهت ضابطة المرور في إحدى مناطق ريف دمشق (قدسيا).نحو محطة الوقود حيث تجمعت عشرات السرافيس والباصات الصغيرة للتزود بالوقود وقامت بسحب أكثر من عشر رخص لتلك السرافيس التي تم تعبئتها بمادة المازوت وحولتها إلى ساحة البلدة لنقل المواطنين ، تلك الخطوة التي شكلت حلاً مناسباً وآنيا لجزء كبير من مشكلة الازدحام في ذلك الوقت ، وأيضا شكلت استغراباً عند المواطنين في الساحة بأن كل تلك السرافيس نقلت المواطنين على غير عادتها ، حيث يتم النقل حسب مزاجية السائق أو بعدد محدود من تلك السرافيس أحياناً لا يتجاوز عدد أصابع اليد والباقي يلوحون بأيديهم وبالقول : (غير طالع ) ليقوم إما بسفرة خاصة أو ..؟ .
وهذا الأمر (المزاجية)ينطبق على العديد من المناطق الأخرى كما هو الحال تحت جسر منطقة البرامكة وخاصة في أوقات الذروة ولمن لا يصدق يذهب ليرى بنفسه مظهر الزحام .
مانأمله أن تعمم تلك الخطوة إضافة لما تقوم به الجهات المختصة لترميم الوضع على كافة الخطوط مع المراقبة المستمرة عّلها تساهم في حل تلك الأزمة أو على الأقل التخفيف منها