لا تزال الولايات المتحدة تتمترس خلف الإرهاب لاستمرار الحرب العدوانية على سورية، ولم تزل ترسم الأدوار وتحدد الاتجاهات لكل أتباعها الأوروبيين والأتراك والصهاينة وبعض الأعراب من أجل تدوير زوايا هذا الإرهاب لاستمرار الحرب، ومنع أي حل سياسي، فالأزمة بدأت فعلياً لحظة تصدير الإرهابيين وتمكينهم من الانتشار والتمدد، ولن تنتهي إلا بالقضاء عليهم حتى آخر إرهابي منهم، وهو ما يتكفل به الجيش العربي السوري تنفيذاً لمهمته الوطنية بالدفاع عن الوطن، وكحق شرعي كفلته كل القرارات والمواثيق الأممية.
الحرب الإرهابية المتواصلة، كان هدفها ومازال إخضاع سورية للمشيئة الغربية، وتكريس الاحتلال الصهيوني وشرعنة وجوده في المنطقة في سياق ما سمي بمشروع “الشرق الأوسط الكبير”، وهذه الحرب خططت لها دوائر الاستخبارات الأميركية والغربية والصهيونية قبل سنوات طويلة من بداية مراحلها وفصولها عام 2011، وكلنا يذكر حجم الضغوط الأميركية التي تزايدت منذ غزو العراق عام 2003، ورسائل التهديد التي حملها كولن باول آنذاك، والهدف من ورائها تحييد سورية عن دورها الوطني والقومي، وتجييره لخدمة السياسة الأميركية الرامية لتفكيك محور المقاومة في المنطقة، وبالتالي محاولة تمرير المشروع الصهيو-أميركي الذي يستهدف تفتيتها، وزعزعة أمنها واستقرارها.
اليوم تزداد شراسة الحرب، وتتعاظم حدة الضغوط الغربية المرافقة لها، بسبب فشل الغرب بقيادة الولايات المتحدة في إخضاع سورية، هو -أي الغرب- أحدث من خلال الحرب الإرهابية التي يقودها دماراً كبيراً، وأزهق أرواح عشرات آلاف الضحايا المدنيين، سواء بقصف طائراته الحربية للكثير من المدن والبلدات في دير الزور والحسكة، والرقة التي سواها بالأرض، أو من خلال جرائم ومجازر مرتزقته الإرهابيين من “داعش والنصرة” ومشتقاتهما من باقي التنظيمات الإرهابية الأخرى، ولكنه عجز عن تحقيق أجنداته السياسية، وفرض مشروعه الاستعماري عبر البوابة السورية، بدليل مواصلته لسياسة العدوان ودعم الإرهاب واحتلال أجزاء من الأرض، فضلاً عن تماديه في سياسة الحصار الخانق التي يفرضها على الشعب السوري، والاستمرار بنهب ثرواته النفطية والزراعية.
سورية كانت عبر التاريخ محل أطماع الغرب الاستعماري، ولم تغب يوماً عن مرمى استهدافه، نظراً لموقعها الاستراتيجي والسياسي، ولدورها الممانع والمقاوم لكل المشاريع والمخططات الغربية التي تستهدف المنطقة برمتها، واستمرار الحرب الإرهابية عليها هو مطلب أميركي صهيو-غربي لقلب معادلات وموازين القوة في المنطقة، والسوريون الذين تزداد معاناتهم اليوم بسبب اشتداد وطأة الحرب الإرهابية ومفرزاتها، أدركوا منذ البداية أهدافها القذرة، صمدوا وقاوموا، ولا يزالون متشبثين بقرارهم السيادي الحر، لعلمهم اليقين بأن ثمن المقاومة هو أقل بكثير من ثمن الاستسلام، وهم متمترسون بالوقوف إلى جانب قيادتهم وجيشهم البطل حتى يتم القضاء على آخر إرهابي، ودحر كل غاز ومعتد.
نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ناصر منذر