الثورة اون لاين – ميساء الجردي:
كشفت حملة أيام الأسرة السورية التي تقيمها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بعد أسبوعين من إطلاقها على جملة من القضايا التي تعتبر أولوية لدى الأسرة السورية اليوم، ومن خلال المبادرات والأنشطة واللقاءات التي شارك فيها معنيين من مختلف الوزارات والمؤسسات التي تهتم بالأسرة ومحافظين ورؤساء جمعيات خيرية وتنموية وصحية، كان التركيز على دعم وتمكين الأسرة بكافة الجوانب وبخاصة الجانب التوعوي المتعلق بالقيم والأخلاقية التي تربى عليها المجتمع السوري والمحافظة على التراث والاهتمام بالتنمية
الدكتور أكرم القش رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة أكد على أن القضية هي قضية مجتمع بأكمله ونحن بحاجة إلى دعم كل مؤسسات الحكومية والأهلية لتحقيق الفائدة المرجوة من الحملة، مبينا أهمية التعاون مع وزارة الأوقاف التي يمكن الوصول للكثير من الشرائح الاجتماعية ومن خلالها يمكن الإضاءة على دور الأسرة ووظائفها ومهامها، وأهمية معرفة المشكلات الأساسية التي تعاني منها الأسر السورية اليوم لكي نصل إلى أفراد أكثر مشاركة وايجابية في ترسيخ القيم والانتماء والمواطنة وتجاوز الصعوبات التي نمر بها.
لافتا إلى دور الأسرة في نقل التراث والثقافة وإشباع الأفراد بالقيم الاجتماعية وعناصر التواصل الاجتماعي مع العناصر المحيطة والمجتمع الأكبر ومن خلاله يتلق الفرد، وهذا جزء من عمل الهيئة التي تعمل على تمكين ودعم الأسرة السورية بأكثر من جانب ووضع الاستراتيجيات المشاركة في التنفيذ وفي قضايا الدعم النفسي.
وبين محي الدين درويش رئيس مجلس إدارة جمعية القلمون الخيرية: أنهم يحاولون قدر المستطاع تقديم مساعدات للأم الكفيلة والأم المعيلة والأم البديلة التي فقدت خلال هذه الحرب أحد أفراد أسرتها وأن يكون سندا وعونا لها لكونها أساس تكوين الأسرة وحمايتها، لافتا إلى أنهم من خلالها جمعيتهم الخيرية يتكفلون بتقديم العون لأكثر من 910 أسرة في المنطقة وغالبيتها من النساء المطلقات والأرامل والمعاقين من خلال تقديم المساعدات المادية والعينية.
وبين درويش أن الحمل كبير جدا والموارد قليلة بخاصة بعد أن وصلت الأسعار إلى هذا الحد الجنوني حيث لم تعد المساعدات كافية مقابل الواقع الراهن للحالة المعيشية، وقال إن الوضع المعيشي الحالي للأسرة سيء جدا، فالراتب لا يكفي والسلة الغذائية لا تغطي حاجات الأسرة فهناك دواء ومنظفات وعلاجات ومواصلات وملابس ونواقص للمنزل وأمور أخرى كثيرة تحتاجها الأسرة بشكل يومي.
أيمن زبادي رئيس جمعية التنمية والتطوير في دمشق أكد على أهمية التكافل الاجتماعي في حماية الأسرة السورية في ظل هذه الظروف الصعبة وبين أن الجمعية تخدم حوالي 400 أسرة وأكثر من 500 يتيم تم كفالتهم، يقدم لهم المعاش والكساء والتدريس إضافة إلى أقامت دورات تنموية وتعليمية لطلاب الثانوية والصف الثالث الإعدادية وذلك لمساعدتهم في التغلب على صعوبات الحياة من خلال تقديم التسهيلات الكبيرة.
ضمن إطار الحملة التي تستمر حتى نهاية شهر آذار الجاري كانت الوزارة قد دعت جميع رؤساء الجمعيات والمؤسسات لجلسة حوارية لتعزيز وصون مكانة الأسرة واستنهاض دورها بالتعاون مع وزارة الأوقاف تناول المشاركون خلالها كيفية دعم الأسرة والاستنهاض بها ولفتت الدكتورة سلوى عبد الله وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى أن الحملة تنطلق من أن الأسرة هي نواة المجتمع وأساس البنيان الاجتماعي وفي إطارها تتشكل شخصية الفرد ووعيه ويتولد شعوره بالانتماء نحو المجتمع والوطن. ووجهت جميع الشركاء في الحملة للقيام بأنشطة ومبادرات لدعم هذه الرؤية.