الثورة أون لاين – دينا الحمد:
عشر سنوات مرت على الحرب العدوانية الظالمة على السوريين ولم تتوقف الولايات المتحدة عن إنتاج مسرحيات “الكيماوي” المضللة لتتخذها ذريعة لشن العدوان تلو الآخر على سورية، وكانت منظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية وتنظيم جبهة النصرة المتطرف أداتها الرئيسية في تصوير تلك المسرحيات وإعدادها لاتهام الدولة السورية بها وتشويه صورتها أمام الرأي العام الدولي.
فقد كان إرهابيو “الخوذ البيضاء” والنصرة الأداة الأولى التي استخدمتها منظومة العدوان على سورية بقيادة واشنطن للقيام بأكثر من مسرحية كيماوية واتهام الجيش العربي السوري بها، ثم المتاجرة بتلك المسرحيات أمام المنظمات الدولية ومحاولة استصدار القرارات التي تدين سورية بناء على زيفها وفبركاتها.
وكان خداع العالم هو الهدف الأول والأخير لمنظومة العدوان ولم يكن يتحقق لها ذلك من دون إنتاج كم كبير من مسرحيات الكيماوي المزعومة والمتاجرة بحقوق الإنسان لإعطاء الذريعة والحجة لمحور الشر الأميركي لشن المزيد من العدوان على سورية ومواصلة الاحتلال والغزو ونشر الفوضى الهدامة، والاستمرار بسرقة النفط وتحقيق أجندات المحتلين.
وخلال عشر سنوات من العدوان تعددت المسرحيات المذكورة وتم تسريب الكثير من المعلومات التي تؤكد تحضير الغرب لمزيد من هذه المسرحيات الكيماوية التي تقوم بها الخوذ البيضاء بإشراف خبراء أميركيين وأوروبيين وأتراك، وتؤيد تلك الجهات تقاريرها بأدلة تثبت قيام الإرهابيين بالتناغم مع مخططات واشنطن ونقل مواد كيميائية إلى المناطق المراد تصوير تلك المسرحيات فيها.
ولعل أكثر ما أثار سخرية العالم واستهجانه أن تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية باتت تتناغم مع هذه المسرحيات وتزعم أن سورية هي التي تنفذها، وتقدم روايات مزيفة عن الأمر وكأنه تحصيل حاصل، وذلك بأوامر من واشنطن.
وهنا لا يمكن لنا أن ننسى قصة المصور الصحفي الذي ينتمي لمنظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية في سورية المدعو “أمير الحلبي” والتي تلخص حالة النفاق الغربي بأوضح صورها، فهو الذي تم تكريمه غير مرة من هذا الغرب الاستعماري، وتم إغداق الجوائز الثمينة عليه لأنه فبرك مع منظمته المذكورة ومشغليها الأميركيين والأوروبيين الكثير من الصور والمسرحيات الكيميائية المزعومة، ونشر مع منظمته الكثير من الأكاذيب حول سورية.
لكن صورة التكريم المذكورة سرعان ما تبدلت بالعرف والسياسة الفرنسيين، فتحول “الحلبي” إلى مطلوب من قبل الشرطة الفرنسية عندما بدأ يصور التظاهرات في باريس، وقام عناصرها بتهشيم وجهه خلال تظاهرة احتجاجاً على قانون “الأمن الشامل” الفرنسي، ولم يعد هناك تكريم له، ولم تعد هناك جوائز ترضية له كما كانت فرنسا تفعل حين كان يخدم أجنداتها الاستعمارية.
وهنا لا ننسى أيضاً انفضاح عشرات القصص عن “الكيماوي” المزعوم، وروايات انتهاك حقوق الإنسان المزيفة، التي امتهنتها منظومة العدوان على السوريين خلال عقد من الإرهاب والعدوان وكان إرهابيو الخوذ البيضاء أبطالها المجرمين.