هكذا طوى السوريون خرائط التقسيم والتفتيت

الثورة أون لاين- عبد الحميد غانم:

أدركت القيادة السورية منذ بدء الحرب الكونية الظالمة ضدها أبعاد هذه الحرب ومخاطرها على حاضر الوطن ومستقبله وهويته، وأنها لا تستهدف الدولة فحسب، وإنما سورية الشعب والأرض والهوية والتراث والحضارة.
وقد جاءت هذه الحرب بأوجه متعددة، سواء عبر الإرهاب الذي جاء لتخريب حضارة الوطن وتدمير بنيته الاقتصادية والخدمية والعلمية والثقافية عبر المجموعات الإرهابية التي تدفقت من كل صوب وحدب، وبتسهيل من أمريكا والغرب الأوروبي والصهيونية والأنظمة الرجعية في المنطقة كنظام اردوغان والأنظمة الخليجية، التي مدت الإرهابيين بالمال والسلاح.
أو بوجه إعلامي، إذ قامت ماكينة الإعلام الغربي بشكل لافت باختلاق الأكاذيب والأضاليل الإعلامية وتشويه الحقائق على الأرض بما يعقد الأزمة، ويؤجج نيران الحرب الإرهابية، ويغرر بالشباب للقيام بأعمال تخريبية وإرهابية، فقد استغلت الميديا الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي من أجل التحريض على الإرهاب وبث الفكر المتطرف والنعرات الدينية والطائفية والمذهبية والتغرير بشرائح واسعة من الشباب بما في ذلك شباب يحملون جنسيات أوروبية وأمريكية وغيرها.
وكذلك بوجه اقتصادي، عبر ممارسة الحصار الاقتصادي وفرض العقوبات والإجراءات القسرية بحق الشعب السوري ونهب ثرواته وسرقة نفطه للتضييق عليه وتجويعه وإفقاره وتدمير بنيته الاقتصادية.
أو من خلال الاعتداءات الأمريكية والإسرائيلية والتركية المتكررة على سيادة سورية وأراضيها، وكل ذلك لزيادة الضغط على سورية من أجل تقسيمها وتفتيتها وتحقيق المخطط الصهيوني الأميركي في المنطقة الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء المقاومة وخلق كيانات صغيرة تكون تابعة لكيان العدو اقتصادياً وسياسياً وتكنولوجيا.
أو سياسياً، عبر ممارسة أمريكا والغرب الأوروبي الضغط على المنظمات الدولية لتجميد التحرك الدولي من أجل حل الأزمة ومنع التحرك السياسي السوري من أجل إبراز الحقائق وكشف زيف الادعاءات الأمريكية والغربية، أو عبر الحرص الغربي الكاذب على مصير الشعوب وحقوقها، وعبر التغطية على تورط أنظمتها بدعم الإرهاب و الإرهابيين في سورية الذين وفروا لهم مظلة الدعم المادي والسياسي والإعلامي لممارساتهم الإرهابية، وتسببت في معاناة الشعب السوري من أذى وتشريد وهجرة وقتل وتدمير وخراب وسرقة ممتلكاتهم ونهب ثروات سورية الاقتصادية والنفطية.
وعلى الرغم من كل هذا وذاك استجابت سورية وانطلاقاً من حرصها على إيجاد حل سياسي للأزمة وتفويت الفرصة على أعداء الخارج، استجابت لكل المبادرات السياسية الدولية والإقليمية، التي صدرت عن هيئات المجتمع الدولي ومنظماته للوقوف عند مخاطر الأزمة والوصول إلى حل يلبي تطلعات الشعب السوري وأمنه واستقراره ويحافظ على وحدة أراضيه وشعبه.
لقد أكدت الأحداث وتطوراتها أن حل الأزمة الإنسانية في سورية يتطلب دعم الحل السياسي، لأن محاربة الإرهاب ستسهم في إنجاح هذا الحل الذي يجب أن يأتي عبر الحوار السوري – السوري وبقيادة سورية ودون تدخل خارجي، وبما يضمن سيادة البلاد واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.
ورغم تفاؤل شعبنا بنهاية المأساة السورية التي دفع ثمنها غالياً خلال عشر سنوات، خاصة بعد استعادة جيشنا الوطني معظم الأراضي السورية واقترابه من إنهاء وجود الإرهابيين على التراب الوطني، وتكثيف الجهود الدولية التي تقودها منصّة (أستانا) لإنجاح الحل السلمي، فقد اصطدم تفاؤله هذا بمخاطر كبرى، إذ صعّدت الولايات المتحدة من ممارساتها العدوانية تجاه سورية، وعرقلت جميع المحاولات الرامية إلى إيجاد حلّ سياسي لمأساة السوريين، وشدّدت حصارها السياسي والاقتصادي عن طريق العقوبات الهادفة إلى خنق سورية وشعبها، ومنع إنهاض اقتصادها الوطني، بإقرارها (قانون قيصر) والتشدّد في تطبيق بنوده، ولوّحت لجميع دول المنطقة بشروطها لحل الأزمات وفق جوهر الصفقة الكبرى (صفقة القرن)، أي يستطيع الكيان الصهيوني استباحته للمنطقة.
المشكلة التي واجهت مفاوضات أستانا وسوتشي وغيرها ما زالت تكمن لدى الأطراف الأخرى التي تصر على إفشال أي مسار سياسي وتراهن على التدخل الخارجي، فالبعض كواشنطن يرفض مكافحة الإرهاب حيث السبب الرئيس لنشوء الأزمة وهو بروز ظاهرة الإرهاب المدعومة خارجياً.
والحل يبدأ بوضع حد لممارسات حكومات بعض الدول الغربية والإقليمية التي ما زالت تمول وتسلح وتدرب الإرهابيين. فلا يمكن الحديث عن إنهاء أوجاع وآلام السوريين في ظل السكوت عن استمرار الاحتلال الأمريكي و التركي والصهيوني لأجزاء عزيزة من الأرض السورية وممارساتهم القمعية والعنصرية بحق أبناء الشعب السوري صاحب هذه الأرض، وقيام بعض الأنظمة في المنطقة باستخدام أراضيها مقراً وممراً للإرهابيين المرتزقة الأجانب، وفي ظل قيام تلك الأنظمة باستمرار دعم الإرهاب بكل سخاء.

إن المطلوب هو حل يضع السوريون مقاساته بأنفسهم لحماية وطنهم من الضباع التي تروم به سوءاً، وليس على مقاسات الإدارة الأمريكية وحلفائها.
ومهما كانت التحديات فلا تنازل عن الثوابت الوطنية، بل الاستمرار بمقاومة الضغوط والحصار بالاستناد إلى وحدة الشعب السوري وقواه الوطنية المخلصة وحلفائه الأوفياء.
ولعل استجابة سورية لكل المبادرات السياسية الدولية لحل الأزمة والحرص بالقول والفعل على ذلك، يؤكد بعد نظر القيادة السياسية السورية لتفويت الفرصة على الأعداء ومنعهم من تحقيق أطماعهم الاستعمارية.

آخر الأخبار
الدكتور الشرع من القنيطرة: تعزيز الكفاءة وتحسين الخدمات الصحية قطر التي لم تحد ولم تتراجع.. دعمت السوريين وعرّت جرائم الأسد تحرير الأموال المجمَّدة.. كريم لـ"الثورة": على مغتربينا الأثرياء الاستثمار داخل بلدهم ArabNews: إعادة بناء البنية التحتية أمر ضروري لتعافي سوريا  الدفاع التركية: القضاء على 14 إرهابياً شمالي سوريا وزير الداخلية التركي: عودة أكثر من 81 ألف سوري منذ سقوط الأسد قطر ترحِّب بخطوات إعادة هيكلة الدولة السورية الأمم المتحدة: ندين أي إجراءات تتعارض مع بنود اتفاقية فض الاشتباك محلل اقتصادي لـ"الثورة": رسم السياسات الاقتصادية بحاجة لرقم إحصائي أقرب للواقع الاتفاقيات الدولية الثنائية مهمة.. الرسوم الجمركية أحد التوجهات الهامة لحماية الصناعة الوطنية خبير مصرفي لـ"الثورة": الرسوم الجمركية قيد الاختبار والسوق من يحدد "روبرت بيتي": أدلة كثيرة على جرائم نظام الأسد يمكن استخدامها لتحقيق العدالة تنسيق العمل الإنساني والصحي مع "أطباء بلا حدود" جلسة في البرلمان البريطاني لمناقشة الوضع في سوريا بعد سقوط النظام البائد وفود ودبلوماسيون ومؤتمرات أوروبية.. زخم عربي ودولي للتضامن مع سوريا ودعم التعافي سوريا تجدد التزامها باتفاقية فض الاشتباك.. بعد لقاء "الشيباني وأبو قصرة" وفداً أممياً.. هل تلتزم "إس... تقديم الاستضافة ضمن الجامعة وفروعها يلامس الهموم ويتطلب التوضيح منح مهلة إضافية ٣ أشهر لطلاب الدراسات العليا جامعة دمشق .. من درجة علمية إلى أعلى في سلم التصنيفات العالمية محاصيل الحديقة الطبية لكلية الزراعة تدخل طور الإنتاج