قبل عشر سنوات ونيف انطلق تحت عنوان “الربيع العربي” ربيع الإرهاب الغربي بإشارة من المنظر الصهيوني برنار هنري ليفي الذي تفاخرت شخصيات وقوى عربية بالسير جواره ولقائه في كل من ليبيا وتونس والعراق وشمال سورية.
شرارة “الإرهاب الغربي” بدأت بإثارة الفوضى والاضطرابات في الدول العربية تحت عنوان “الثورات” و”الحريات” وفق مفهوم “الفوضى الخلاقة” أميركية الصنع من أجل تحضير الأجواء لانتعاش الإرهاب والتكفير والتطرف، وهذا ما جرى في تونس وليبيا وسورية والعراق، ومن يعتقد أن مسرح الإرهاب الغربي في تونس وليبيا منفصل عن سورية والعراق فهو واهم لأن الصانع واحد والهدف واحد .. تفكيك الدول القوية في منطقتنا العربية من أجل مصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي صنع الربيع العربي المزعوم من أجله.
من السذاجة الاعتقاد أنه “ربيع عربي” ومن السطحية أيضاً أن نعتقد أن ما جرى حراك شعبي من أجل حقوق وحريات.. فإن كان كذلك.. ما حاجة الشعوب العربية إلى الصهيوني هنري ليفي؟ وما حاجتهم لطيران الناتو الذي قصف المدنيين في ليبيا وسورية والعراق وغاب عقوداً من الزمن عن نصرة شعب فلسطين الأعزل الذي قتل وشرد من أرض فلسطين؟.
أين كان الضمير الغربي ومشاعر حقوق الإنسان عند اجتياح إسرائيل للبنان وارتكاب مجازر يندى لها الجبين ضد اللبنانيين والفلسطينيين؟ ولماذا فتحت الدول الغربية وتركيا مطاراتها وحدودها لتدفق عشرات الآلاف من المرتزقة التكفيريين للقدوم إلى سورية والعراق وإلى ليبيا أيضاً ؟؟ وما شأن هؤلاء المرتزقة بحرية السوريين وحقوقهم .. وهل يعترف هؤلاء أساساً بحقوق الآخر وحرياته؟.
من يعتقد أن صواريخ التوماهوك الأميركية التي دكت مدن العراق هي دفاع عن أطفال العراق يحتاج إلى التذكير كم قتلت من شعب العراق، ومن يعتقد أن العدوان الثلاثي ضد سورية لحماية السوريين، يحتاج للتذكير بما تفعله “اسرائيل” بأطفال لبنان وغزة وماذا تفعل السعودية بأطفال اليمن منذ سنوات وبدعم وتسليح من واشنطن والغرب.. ويحتاج للتذكير أيضاً بما فعله إرهاب الاستعمار في شرق آسيا وفيتنام وكوبا وفنزويلا.
اليوم وبعد أن فشل “ربيع الإرهاب العسكري” برغم جبروته وتجنيد آلاف المرتزقة من نحو 100 دولة في العالم، يتحول الإرهاب الغربي إلى ميدان الاقتصاد حيث تفرض واشنطن وأدواتها إرهابها الاقتصادي ضد الشعب السوري بحصار خانق ينتهك كل القوانين الدولية في محاولة لكسر إرادة السوريين الذين أفشلوا المخطط الغربي ضد بلدهم.
ومازال بعض السوريين الذين يسمون أنفسهم “معارضة” يراهنون على الإرهاب الغربي والخارج رغم انهيار أحلامهم بالاستيلاء على السلطة على ظهر الدبابة الأميركية والإسرائيلية، ومازال بعضهم الآخر يمارس الحصار والإرهاب ضد إخوتهم في الوطن، لكن الثابت الراسخ على الأرض السورية هو الشعب السوري وجيشه وقيادته فلا تنازل عن السيادة ولا عن وحدة التراب ولا عن مستقبل البلاد.
إضاءات- عبد الرحيم أحمد