تُعنى بكل شيء..

في كل مرة تصل بها تردّدات ضحكاته إلى مسمعها، تشعر وكأن جدران البيت بدأت تهتز..

تبتسم حين تقرأ فيما يطلق من قهقهات على دعابات هو ذاته يسردها، شيئاً من التحدي. . مهما كان لا شعورياً..

تُعجبها لغة التعاطي تلك، مع مجريات الحياة اليومية لاسيما حين تصبح تداعيات الحرب أبشع وحشية من تفاصيلها التي مرت بتثاقل خرافي لم تحسب يوماً أنها ستحياها..

حين سأل فيليب روث الروائي ميلان كونديرا عن كون الضحك محورياً في كتبه، أما الحزن فشخصياته تشعر به عندما تصطدم بعالم فقد روح الدعابة، كانت عبارة كونديرا: “شعرت بالرعب من عالم يفقد روح دعابته”.

يربط الروائي التشيكي بين قدرة المرء على صنع الدعابة بمدى الخوف من ذاك المرء نفسه..

هل تجعلنا الحرب نفقد قدرتنا على الدعابة.. أم نلوذ إليها سبيلاً إلى صنع يوميات تتجاهل الخوف من الآتي..؟

بالنسبة لها، كان الضحك سلاحها في مواجهة كل مرارة الحرب..

إذاً هل ترتفع نسبة السخرية والتهكم لدينا أم تنخفض زمن الحرب..؟

غالباً، يرتبط الأمر بمدى ارتفاع نسبة الوعي بأهمية السخرية والضحك بل وبمدى ضرورتهما كلّما علا صوت الفوضى التي ترافق الحروب وتسود بعدها.

ليست فائضاً عن الحاجة حينها، بل تغدو درع حماية وقانون عيش..

قانون عيش..!

نعم هي كذلك حتى لو كانت بعُرف التواجد “الافتراضي”..

الظريف.. أن الكثير من أصدقاء الموقع الأزرق يسجلون مواقف على الحاصل اجتماعياً ومعيشياً عن طريق طرح دعابات تلامس الواقع بخفّة ملحوظة..

هل تنتعش السخرية اطراداً مع تفاقم الأزمات وشح الموجودات..؟

ألا يرتبط الأمر بمدى ارتفاع نسبة الذكاء..؟

فالشخص القادر على نسج موقف ساخر وتهكمي من مصيبة ما هو شخص ذكي.. بل يتمتع بنسبة ذكاء مرتفعة جعلته يتعاطى مع كارثة وكما لو أنه غير عابئ بها، وفي ذلك ملمح على أنه كائن حي وقوي بعيداً عن اللامبالاة.

كل ذلك يجعلها تستذكر عبارة الناقد الفرنسي موريس بلانشو “تُعنى الفاجعة بكل شيء”..

لوهلة، تندهش كيف للأشياء أن تستجرّ متناقضاتها..

ويبدو أن الفاجعة، بمقاييس “الآن وهنا” تُعنى حتى بالوجه المناظر/المناقض لها فتمشي بيننا على هيئة ضحكات ودعابات هاربة.

رؤية – لميس علي

 

 

آخر الأخبار
جولة ثانية من المفاوضات الأمريكية- الإيرانية في روما أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة"