تعيدنا القرارات الأخيرة للفريق الحكومي الخاص بالتصدي لفيروس كورونا إلى ذلك الكابوس المرعب الذي كان ولا يزال يسبب للبعض الأرق والخوف، وأقول لبعضنا وليس لكثيرنا أو جميعنا، لأن الواقع المأساوي كفيل بالإجابة على ذلك.
الفريق الحكومي وبناء على توصيات من وزارة الصحة، أعاد تذكير المواطنين بضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية والحماية لمواجهة ذلك الوباء القاتل الذي حصد أرواح الملايين، كذلك طلب الفريق الحكومي من وزارة الصحة التنسيق مع وزارة التربية لإرسال فرق طبية إلى عدد من مدارس دمشق لإجراء فحص PCR على عينة عشوائية للاطمئنان على الطلاب والكادر التدريسي ليصار إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة في حال اللزوم، وشدد على تكثيف الجولات الرقابية على المدارس للتأكد من تطبيق البروتوكول الصحي فيها.
قرارات الفريق الحكومي جاءت بعد ازدياد ملحوظ في عدد الإصابات، لاسيما بين تلاميذ وطلاب المدارس، وهذا ما أكده أيضاً الدكتور عصام زكريا الأمين مدير عام مشفى المواساة الجامعي بدمشق الذي قال بالأمس: (إن عدد إصابات كورونا المثبتة التي استقبلها المشفى ارتفع خلال شهري شباط وآذار بمعدل ثلاثة أضعاف عن شهر كانون الثاني الماضي)، وهذه التصريحات يتوجب الوقوف عندها بكل جدية واهتمام، ليس من قبل المعنيين بالأمر فحسب، بل من قبل جميع المواطنين، قبل أن يأخذنا طوفان الاستهتار، وندخل في مفازات مهلكة وخطيرة يصعب معها العودة إلى الوراء، لاسيما في ظل ظروف الحصار والعقوبات التي أرخت بظلالها السوداء علينا جميعاً.
نعيد ما قلناه آنفاً، بأن الواقع مأساوي جداً، لجهة عدم الالتزام بأي من إجراءات الوقاية والحماية وفي حدودها الدنيا، كارتداء الكمامة والنظافة الشخصية والتعقيم وما إلى ذلك، وهذا يندرج تحت عنوان المسؤولية الوطنية والأخلاقية التي يجب أن تتجلى في كل تفاصيل حياتنا.
عين المجتمع -فردوس دياب