الثورة أون لاين – فؤاد العجيلي – جهاد اصطيف :
يعتبر العمل الخيري من أهم الركائز التي استند إليها شعبنا خلال سنوات الحرب ، وقد بدا واضحاً من خلال مبادرات عدة قامت بها الجمعيات الخيرية في حلب بهدف التخفيف من آثار الأزمة وماخلفتها من تبعات وإعاقات كما أوضح عبد القادر قولة، عضو مجلس إدارة اتحاد الجمعيات الخيرية بحلب ، في حديثه ضمن ندوة لصحيفة الثورة مع المعنيين في اتحاد الجمعيات الخيرية ، مشيراً إلى أن الاتحاد يضم تحت جناحيه (٦٥) جمعية خيرية ، منها (١٤) جمعية تعنى بالإعاقة ” البصرية والسمعية والحركية” ودائما يتم السعي لتأمين مستلزماتها من كراس متحركة وعكازات وحفوضات وغيرها سواء من الاتحاد أو عن طريق الداعمين أو المتبرعين ، مشيراً إلى أنه وحتى الآن تم منح (٥٦٧٣٧) بطاقة إعاقة من خلال اللجنة الفاحصة ، علما أن هناك العديد من ذوي الإعاقة الذين لم يسجلوا بعد .
وأضاف قولة ،أنه بالنسبة للأطراف الصناعية السفلية تتصدى لها جمعية “يداً بيد ” ونحاول أن نتعاون مع جمعيات دمشق لتأمين الأطراف العلوية كون حلب لا توجد فيها جمعيات تعنى بهذه الأطراف.
أما عدنان بابللي عضو مجلس إدارة الاتحاد رئيس جمعية الرجاء فقد أشار إلى أن الاتحاد وجمعية الرجاء يقومان بدمج المعوقين بأسرهم ومجتمعهم من خلال نشر التوعية بين الأسر في المقام الأول للوصول إلى توعية مجتمعية نظرا لخصوصية المعوق ، لافتاً إلى أنه يوجد في جمعية الرجاء حاليا (٦٥) طفلا تم دمجهم بمدارس التربية والبالغة (١٦) مدرسة مؤهلة لدمج المعوقين، إلى جانب وجود (٣٥) طفلا في رياض الأطفال .
وأشاد بابللي بالدعم اللامحدود الذي تقدمه الحكومة من خلال سيد الوطن والسيدة عقيلته وتحديدا للمعوقين فمنذ شهرين تقريبا تم توزيع نحو(٢٠٠) كرسي متحرك للمحتاجين فعلا لهذه الكراسي ، الأمر الذي ترك انطباعا إيجابيا لدى المعوقين وأسرهم ، لافتاً إلى أنه خلال عامين تم افتتاح ثلاثة مراكز ترعى ذوي الإعاقة ، في أحياء المارتيني والقاطرجي وفي الزبدية بالتشارك مع جمعية “أهل الخير” .
بدوره لؤي سكر الرئيس السابق لمجلس إدارة الاتحاد أكد أن لدى الاتحاد جمعيتين لرعاية الأيتام هما ” الجمعية الخيرية الإسلامية وجمعية الفتاة اليتيمة “وأغلب جمعيات حلب لديها ” كفالة أسرية ” تمنح كل طفل (١٠) آلاف ليرة شهريا ولم نكتف بذلك بل حرصنا على أن يبقى الطفل ضمن أسرته ونقوم برعايته من مختلف الجوانب ، كما يوجد لدينا برنامج نقوم بالتقاطع من خلاله كل فترة كي نضمن دقة عملنا ، عدا عن المعونة الداعمة للأطفال وكذلك كفالة الطالب ودعمه في الشهادتين الأساسية والثانوية.
*تدريب وتأهيل
من جانبه هيثم صباغ عضو مجلس إدارة أشار إلى أن الاتحاد لا يقتصر عمله على تفعيل عمل الجمعيات من خلال دعمها بالمواد الغذائية ودورات التأهيل فحسب ، وإنما أيضا من خلال دعم المستفيدين خاصة أصحاب الإعاقة والأيتام والأسر المستورة ، ونقوم كاتحاد بتأهيل عدد كبير من المتطوعين والإداريين إلى جانب استفادة الكثير منها خلال العام الماضي ،مؤكدا أن الكل يعمل بروح الفريق الواحد من أجل تقديم الأفضل خاصة في ظروفنا الاقتصادية الحالية.
عبد الحميد ناصر عضو مجلس إدارة سابق في الاتحاد وعضو في جمعية رعاية المتسولين أوضح أن الجمعية والاتحاد تمكنا من احتواء أكبر مجموعة من الأطفال في مركز الإيواء بهدف إعادتهم ودمجهم بالمجتمع وبمدارسهم وهذا الأمر يتطلب مكانا أوسع ومع ذلك ومن خلال مركز الجميلية نستوعب الجميع تقريبا ولم نعد نسمع أو نرى حالات تشرد هنا أو هناك .
ويضم المركز (٢٤) طفلاً بمدرسة داخلية مؤقتة ، والميزة حاليا أن القضاء لا يفرج عن أي طفل دون الرجوع إلينا ومشورتنا وهذه سابقة تعكس الحالة الإيجابية للعمل .
دعم الشباب :
زاوية مهمة تلك التي أضاءت عليها مريانا حنش عضو مجلس إدارة الاتحاد حيث أشارت إلى أنه يتم التوجه لفئة الشباب لدعمهم من خلال تدريبهم ومساعدتهم وبناء قدراتهم لنحافظ عليهم ،عبر الاستمرار بإقامة الدورات مجانا في مقر الاتحاد ، حيث تجسد دورنا أكثر خلال فترة الحجر الصحي العام الماضي من خلال وصولنا للعائلات في بيوتهم ، فضلا عن المبادرات التي قمنا بها كتأمين أسطوانات الأوكسجين كصدقة جارية ، وأردفت قائلة: حلب في سنوات الحرب الأولى اعتمدت على أهلها ولم يكن لأحد فضل عليها.
وختم العاملون في المجال الخيري حديثهم أنه يتم السعي إلى توحيد العمل في الجمعيات ذات الهدف الواحد سواء من الناحية الاجتماعية أو الصحية ، مشيرين إلى أن الاتحاد قام بتنظيم بطاقة اجتماعية تم تعميمها وتوزيعها على كافة الجمعيات الخيرية وهي تتضمن أنواعاً عدة من المساعدات بموجب مسح اجتماعي قامت به لجان مختصة من الجمعيات ذات الطابع الاجتماعي وهي الجمعيات الأم التي من خلالها يتم احتضان الأسر الفقيرة والمحتاجة وتقديم الرعاية لها ومن خلالها أيضاً يتم توجيه أفراد تلك الأسر إلى الجمعيات المعنية بالشؤون الصحية.