الثورة أون لاين- تحقيق- محمود إبراهيم:
كوارث طبيعية ( تنين بحر عواصف صقيع) ومأساة أصحاب البيوت المحمية في طرطوس تتكرر معها في كل عام، يضاف إليها معاناة الحصول على التعويضات التي وإن تحققت فإنها لم تعد تغني ولا تسمن من جوع..
التأمين على البيت البلاستيكي..
هذا الأمر دفع محافظة طرطوس مؤخراً إلى تقديم مقترح بإنشاء جمعية لمزارعي البيوت البلاستيكية بهدف تعويضهم عن كامل الأضرار والخسائر التي يمكن أن تلحق بالبيوت البلاستيكية وذلك لقاء مبلغ /50/ ألف تأمين عن كل بيت سنوياً.
(الثورة ) قامت بجولة ميدانية على عدد من مزارعي البيوت المحمية في طرطوس (ملاك ومتعهدين ) لاستطلاع آرائهم، والتعرف على مدى تقبلهم لهذا المقترح.
المزارع ” ينفخ” اللبن….!!
حسن يونس يعمل مزارعاً، أبدى فتوراً لدى سماعه هذا المقترح، معتبراً أن توقيته غير مناسب خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العصيبة التي نعيشها، متسائلاً كيف يمكن للمزارع أن يدفع هذا المبلغ (50 ألف عن البيت الواحد) إذ إن تكاليف الإنتاج الزراعي في البيوت المحمية في صعود مستمر، وبالمقابل نرى جموداً وأحياناً تراجعاً بأسعار الخضراوات المحمية في السوق.. فأين المنطق من ذلك؟ وأين المعنيون عن هذا الأمر؟
والمزارع عاطف وهبة اعتبر هذا المقترح جيداً من حيث الشكل، ولكن على أرض الواقع فإن هذا لن يساعد الفلاح في الوقت الراهن لأنه وصل إلى مرحلة الرمق الأخير في هذا الميدان، مقترحاً بدلاً من ذلك أن يتم تخفيض أسعار مستلزمات الإنتاج من نايلون وبذار وسماد وأدوية وغيرها لأن الفلاح لم يعد يستطيع أن يواكب أسعارها، خاصة في ظل انخفاض أسعار المنتج النهائي مقابل كلف الإنتاج العالية.
أما المزارع عيسى عمران وجه من خلالنا رسالة إلى المعنيين عن قطاع الزراعة في محافظة طرطوس مُذَكِّراً إياهم أن دعم الفلاح في معظم دول العالم يتم من خلال تقديم كافة التسهيلات له لضمان استمراريته، لأن الزراعة هي ركيزة أساسية لدى أي اقتصاد في العالم.
وقال إن هذا المقترح ولو تمت الموافقة عليه فهو غير منصف لنا نحن المزارعين ولا يوائم حالنا، ولأجل ذلك أنا أرفض الاشتراك به.
أمطانيوس معوض مزارع لديه تاريخ طويل في زراعة البيوت المحمية في طرطوس وبحكم خبرته وعلاقاته الواسعة مع المزارعين، توقع لهذا المقترح في حال الموافقة عليه أن لا يلقى إقبالا من قبل المزارعين إلا القليل منهم والأسباب عديدة كما يراها، أولها أن الكثير من المزارعين تحكمهم عقلية خاصة تجاه الكوارث الطبيعية وأحدها التنين البحري (ممكن يصير وممكن ما يصير).
تحت إشراف وزارة الزراعة
عضو المكتب التنفيذي عن قطاع الزراعة في محافظة طرطوس المهندس راتب إبراهيم أكد: إن الغاية من المقترح هو إحداث نظام تأمين على الزراعات المحمية بصك تشريعي أو إصدار قرار تنظيمي بإحداث جمعية متخصصة بالتأمين على الزراعات المحمية فقط، وتكون تحت إشراف وزارة الزراعة والجهاز المركزي للرقابة المالية يتضمن أن يقوم كل مزارع بدفع مبلغ مادي سنوي إلزامي بقيمة /50/ ألف ليرة كتأمين عن كل بيت بلاستيكي.
ويقدر عدد البيوت البلاستيكية بمحافظة طرطوس بـ 140 ألف بيت، وبالتالي فإن مجموع المبلغ المتوقع هو 7 مليارات ليرة، وهذا الرقم سيزداد بصورة تراكمية سنوية،
مبيناً أنه من خلال هذا المبلغ سيكون من اليسير التعويض عن كامل الأضرار التي يمكن أن تلحق بالأخوة المزارعين، إضافة إلى التعويض عن المنفعة السنوية المقدرة للبيت بالأسعار الرائجة في الأسواق.
وأوضح أن باقي المبلغ سيوجه إلى دعم قطاع الزراعات المحمية من تأمين البذار والنايلون والسماد والمحروقات وغيرها بأسعار مناسبة، مشيراً أن هذا الأمر لو تحقق لن يكلف خزينة الدولة أي نفقات.
مفارقة تعويض ” الكوارث”
رئيس اتحاد الفلاحين في طرطوس ماهر ميهوب قال: إن العدد الأكبر من أصحاب البيوت البلاستيكية لم يتم تعويضهم من صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية لأسباب كثيرة منها عدم وجود تراخيص، وعدم وجود سند تمليك وغيرها.
إضافة إلى أن المبالغ التي يتم تقديمها للفلاحين كتعويض عن الأضرار تصل في أحسن حالاتها إلى /50/ ألف ليرة فقط للبيت البلاستيكي الواحد والذي تقدر كلفته الحالية 7 مليون ليرة، وهذه مفارقة غريبة في وقتنا الحالي، موضحاً أن التعويض الذي يقدمه صندوق الجفاف والكوارث يقتصر فقط على المحصول المتضرر ولا يشمل الخسائر التي يمكن أن تلحق بالنايلون والحديد الخ..
ولهذا السبب فإن الجمعية تقف مع أي مبادرة أو أي مسعى حقيقي لمساعدة الفلاحين من أجل تعويضهم عن الأضرار والخسائر التي يمكن أن تلحق بهم جراء الكوارث الطبيعية التي تحصل بشكل سنوي.
أخيراً
إن مسار التنين البحري والمناطق التي يصيبها في كل سنة أصبحت شبه معلومة، ولهذا السبب فإن كثيراً من المزارعين الذين تقع أراضيهم خارج دائرة الخطر لن يجدوا لأنفسهم أي مبرر أو حاجة كي يدفعوا مبلغ 50 ألف عن كل بيت.