الثورة أون لاين – فاتن أحمد دعبول:
يوم عالمي تتأهب فيه مشاعر الشعراء احتفاء وتكريماً للكلمة التي تمتح من عمق الوجدان والقلوب، هو يوم لتعزيز التقارب بين الشعر والفنون الأخرى، وهو بعد ذلك اعتراف جديد للشعر بمكانته ودوره العابر للحدود والقارات.
واحتفاء بالشعر والشعراء أقامت الهيئة العامة السورية للكتاب وبالتعاون مع مكتبة الأسد الوطنية ومشاركة عدد من الشعراء المتميزين أمسية شعرية موسيقية عبر خلالها الشعراء بنبض روحهم عن قضايا وطنية واجتماعية تمس شغاف القلوب قبل الآذان.
وبينت د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة أن الشعر هو نبض الشعوب لأنه مرآة الأحاسيس والمعاناة، وفي هذا اليوم ينضح الشعراء بما تختلج به نفوسهم ويشاركهم في ذلك كثيرون، وما ننتظره أسلوباً مبتكراً في التعبير، ولطالما كان الشعر أول وسيلة للتعبير عند الشعوب، والعرب هم أمراء الشعر واللغة العربية هي الأداة الأعظم للتعبير عن اللغة الشعرية.
وأضافت: الشعر قد يتراجع لكنه لا يزول، فالناس تحتاج دائماً للتعبير الجميل والشعراء هم أصدق من يقوم بهذا الدور.
وتوقف الشاعر ثائر زين الدين عند أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة وبين أن الشعر لا يكفيه يوم واحد، فالشعراء في كل يوم ينتجون ويكتبون وهم مسكونون بالشعر، والاحتفاء بالشعر هو تكريس لأهميته عند العرب، فهو الكائن الحي الذي يطالعنا بأيام العرب وإنجازاتهم وخلجات قلوبهم ودموع تنسكب في ساعات الرحيل وأخرى تبتهج بلقاء الأحبة، وكثيرة هي القيم التي وصلت إلينا عبر الشعر والشعراء.
يقول في قصيدته:
سامحيني يابنة النيل على بعض صدودي.. سامحيني
وإذا ما استطعت فلتنسي جحودي وتعالي فاجلسي قربي أحدثك عن الشام قليلاً.. عن حواريها.. لياليها
نساء من دم النارنج والجلنار من ريح الورود..
وبكلماتها العذبة بينت الشاعرة ليندا ابراهيم أن الاحتفاء بالشعر يعني أن نشيع الحياة في هذا البلد الذي ابتلي بالحرب والخراب على مدى عشر سنوات، وأن نبعث وجه سورية الحضاري ونقدم الوجبات الثقافية التي لم تتوقف رغم الحرب، ولنؤكد أننا في سورية ذاك البلد الذي أنبت الشعراء الكبار، هو بلد حي نابض بالحب والحضارة والسلام، واليوم نحتفي بالشعر بالرغم من الجوائح التكنولوجية التي غزت العالم، صوت الشعر لن يخفت، هو صوت الضمير الذي يخترق الألباب والقلوب.
تقول:
كوني كرمة آن اختمار الدجى في رحم الألوهة.. واسكني خلد النبيذ وقد تخلله بريق النشوة اللفاح
حتى إذا شهقوا بآي الوصل.. شاقوا عريها إلا وشاح
هم شمسها.. هم غيمها.. هم ظلها.. هم ظنها، يتهودجون على رياح
ولأنهم بسطاء.. هم شعراء، ولأنهم شعراء صاروا ذاتها متخصبين.. دم الوشاح.
ويرى الشاعر رضوان السح أن الفنون جميعها تتكئ على الشعر، وقد حمل لنا الشعر العربي القديم الكثير من المشاعر من الحزن والفرح والذكريات، يقول في تعويذته:
نوينا نعود إلى الشعر هذا المساء
ونكتب عن وجه الماء عشر قصائد
نكتب عن ألم قد ألمّ بهذا الهواء.. وبعد
تعلق هذي القصائد في أرجل الطير
حيث تجوب النوارس في أفق البحر.. نأسو جراح العرائس..نلمس حزن السراخس والاشنيات..
كيف كان لها تحت هم ونار وماء
وبعشرته الطويلة مع الشعر يبين الشاعر صقر عليشي أن الشعر من أجمل الفنون وأسماها، وهو التجلي الأسمى للغة وللحياة يدعم الروح والقلب يقول في قصيدته” لمحة عن الريح”
هي ليست هواء المراوح في البيت.. ليست نسيم
وتهتز هذي القصيدة.. إن عصفت، ويهتز منزل جدي القديم
إذا سافرت لا تقول إلى أين، إن غضبت أخذت بالهزيم
وتمحو الذي كتب العاشقان على شاطىء البحر.
شارك في المهرجان الشعري كل من الشعراء”ثائر زين الدين، رضوان الحي، شفيق ديب، صقر عليشي، ليندا ابراهيم، مروة حلاوة.
تخلل المهرجان عزف موسيقي لكل من العازفين هوشنك حبش، حمزة بوريش، عفيف دهبر، وأدار المهرجان الإعلامي علي الدندح.