الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
يسعى الغرب دائماً ليغزو مجتمعاتنا بشتى الوسائل والسبل، كان أخطرها ولا يزال تخريب العقول والثقافات من خلال استهداف المبادئ والقيم المجتمعية والأخلاقية والإنسانية بهدف السيطرة على الآخر واقتياده وهو مغمض البصر والبصيرة وبلا أدنى حد من التفكير والتحليل المنطقي والعقلي لها.
فالانسياق المجتمعي غير المدروس لمفاهيم الغرب الهدامة، وفي مقدمتها مفاهيم “الليبرالية الحديثة” شكل عاملاً مهماً جداً في تدمير الكثير من المجتمعات من الداخل، لاسيما أولئك الذين انبهروا بتلك الشعارات البراقة والزائفة والخادعة التي بثها الغرب دون أن يدركوا أنهم يقومون بعملية تدمير ذاتي لهم ولمجتمعاتهم.
وتعتبر المفاهيم الغربية الهدامة ومن بينها مفاهيم “الليبرالية الحديثة” جزءاً أساسياً من ذلك الفضاء التكنولوجي الذي حبسنا فيه الغرب وبشكل متعمد وممنهج بهدف تخريبنا من الداخل حتى يسهل توجيهنا والسيطرة علينا وصولاً إلى تكبيلنا بسلاسله وقيوده العابرة للحدود لانتزاع مبادئنا وثوابتنا وقيمنا.
وتعد المفاهيم التخريبية والمسمومة “لليبرالية الحديثة” أحد أبرز الأسلحة الأساسية للغرب لضرب بنية المجتمعات لدورها الكبير في ضرب الأخلاق والقيم الوطنية والإنسانية عبر تسويق الانحلال الأخلاقي، وهو المحور الأكثر أهمية الذي تعمل عليه تلك المفاهيم المتوحشة التي تنهش منظومة القيم في أي مجتمع.
إن توحش “الليبرالية الحديثة” يدفعها على الدوام لتجديد أدواتها وأساليبها الخبيثة لإفراغ وتخريب العقول، وصولاً إلى عزل الإنسان عن ذاته وأسرته ومجتمعه ووطنه، ولعل العالم الافتراضي المفتوح الذي تخلقه وسائل التواصل الاجتماعي يلعب في مجالات واسعة منه هذه الدور التخريبي، لاسيما في عقول الشباب والمراهقين .
لقد أصبح الغزو الفكري للعقول أحد أقوى وأدهى وأمكر وسائل الغرب للهيمنة والسيطرة علينا، بعد أن تحولت الكثير من المنصات الإعلامية والفكرية الغربية، والتي تدور في فلكها وتدعي حماية الحريات حقوق الإنسان إلى منابر لضرب القيم واستهداف الثوابت الإنسانية والوطنية.