ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير علي قاسم:
حجزت مدينة السفيرة موقعها على خريطة الانتصار السوري، وأفسحت في المجال أمام حضور قادم لغيرها من مدن وبلدات سورية اشتاقت العودة مزهوة بوجود أبطال الجيش العربي السوري،
وهي البلدة التي عانت ما عانته وربما أكثر من غيرها من بلدات ومدن سورية من طغمة الإرهاب وتنظيماته.
حجزت موقعها، وتتطلع كي تحجز معها كل المدن الأخرى مواقعها داخل تلك الخريطة التي تتسع باتساع الوطن، وتنتظر كما انتظرت السفيرة أن تطهرها اقدام بواسلنا، وتدحر عنها يد الظلم وسطوة الظلامية، ليظل الوطن سياجها الأبدي، وسواعد أبطالنا حماتها الأباة من كل طامع وغادر وخائن.
في السفيرة تلتقي إحداثيات الجغرافيا مع التاريخ وتكتب في سفرها القادم أعراس مجد تُلوّن حكايات الوطن، وترسم إيقاع الحياة الذي يرفض أن يسكت أو يهدأ أو يتوقف، وهو الذي يجسد اليوم إرادة الصمود السوري في وجه أعتى حملات البغض والكراهية والحقد المحمولة على أكف جحافل الغزاة وأعوانهم وأذيال المستعمرين الجدد وسيف ظلاميتهم وساطور إرهابهم.
وفي السفيرة تتعدل إحداثيات وتعاد صياغة معادلات، تشكل فيها نقطة الفصل لأن ما قبلها أيضاً لا يشبه ما بعدها، وكما كان لغيرها مواسم جديدة غيرت وعدلت من الخرائط وأسقطت رهانات، وأتلفت أوراقاً كانت معدة منذ زمن، ها هي تعلن موسمها الجديد، وتطلق زغرودة الخلاص من الإرهاب وموبقاته وأدواته والراعين له، وجاءت اللحظة التي تعلن فيها السفيرة، وليس سواها، رسالة اطمئنان جديدة بأن رجس الإرهاب لن يظل على أي بقعة سورية، في وقت أقرب بكثير مما يتوهم الأعداء وأدواته ومرتزقته.
هكذا تساقطت أوراقهم من قبل وفي غير موقع، وهكذا اليوم ينعي الإرهابيون سقوطهم من جديد لم تتعدل المفردات ولا المصطلحات، لكنها تشي بما فشلوا به، وتقر بما يواجهونه، وسعار هزيمتهم يرتسم في كل بقعة، ولهزيمتهم في السفيرة موجة سعار تتناقلها أدوات كذبهم، وتوصلها القنوات الشريكة معهم في سفك الدم السوري، وقد ترجمت مؤشرات الهلع في داخلهم، حيث حشرتهم الهزيمة في جحورهم بانتظار ما بات محتماً اليوم وما هو مؤكد غداً.
باغتتهم المفاجأة وأسقطت في يدهم عزيمة وإرادة أبطال الجيش العربي السوري، وهم الذين راهنوا أن ما سقط في الماضي لن يتكرر، لكنه يعود كما كان وبتداعيات تفوق ما حصل.
كثيرة هي الدروس والعبر، وكثيرة هي الإحصاءات التي تعيد اليوم قراءة الأرقام من بوابات جديدة، خالتها مغلقة أو مؤجلة، إنها بوابات التصميم على النهاية الحتمية للإرهاب حيثما وجد، وكيفما كان أو صار، لأنها إرادة السوريين في المواجهة المفتوحة التي تكتب فصولها إنجازات الجيش العربي السوري في الميدان، والسفيرة أحد فصولها، والقادم ليس ببعيد.
a.ka667@yahoo.com