الثورة اون لاين – حسين صقر:
من المعروف أن مخاطر الحرب الإرهابية وآثارها الكارثية لم تتوقف على المباني والمنشآت الحكومية كبنى خدمية تحتية وحسب، بل استهدفت الإنسان فيها، بهدف تدميره من الداخل، وقتل روحه والقضاء على مستقبله، وتوجيهه حسب إرادة داعمي الإرهاب التكفيري الوهابي وأدواته في المنطقة، وكان لقطاع التعليم الحصة الأكبر من سهم العدوان، لكن إرادة الشعب العربي السوري وإصراره على مواجهة تلك الأدوات ومتزعميهم من أنظمة مختلفة، حالت دون الوصول إلى الغايات التي خطط لها أولئك المعتدون.
فالمجموعات الإرهابية وبعد دخولها بعض المناطق، أول ما فعلته قامت بنشر الشائعات لزرع الخوف والرعب في قلوب الأهالي وحملهم على عدم إرسالهم أبنائهم إلى المدارس، وقامت بالترويج عن عمليات خطف وقتل ووجود مفخخات وعبوات ناسفة، إلا أن تلك الشائعات لم تنطل على الجميع، وساهم الغالبية منهم بدحضها وتكذيبها، وعقدوا العزم على عدم الانصياع لإرادة هؤلاء الذين ما ان أخفقوا بمحاولاتهم العدوانية تلك حتى لجؤوا لاختطاف المعلمين المواظبين على عملية التعليم، وعرضوا من وقع بين أيديهم للتعذيب والإهانة، وكل ذلك لم يف بغرضهم الوحشي والعدواني الإرهابي، عندها لجؤوا لتنفيذ الاغتيالات في صفوف المدرسين والطلاب وتنفيذ عمليات القنص لبث الرعب في الشوارع والطرقات، ودفع الأهالي لإبقاء أبنائهم في المنازل.
واستكمالاً لدورها العدواني فقد حاولت العصابات الإرهابية بتوجيه من الأنظمة الداعمة لمنع تعليم المنهاج الوطني في المدارس، من خلال طبع وتوزيع مناهج تدعو للتطرف، وتتناسب مع الذهنية التكفيرية التي جاؤوا لنشرها والعزف على أوتارها، وطمس القيم والمثل النبيلة و تعاليم الدين الحنيف، وتوجيه النشء إلى الدعشنة والتطرف، وتشجيعه على ارتكاب الجريمة وتنفيذ عمليات القتل الممنهجة بدم بارد.
فلا يخفى على أحد أهمية التعليم في مواجهة التطرف والإرهاب، و بناء أجيال تملك فكراً منفتحاً لا جيلاً يتعرض لغسيل الأدمغة، وتوجيهه حسب الغايات التي يريدها داعمو الإرهاب ومريدوه، حيث التطرف والإرهاب يشكلان تهديداً عالمياً عابراً للحدود، وإذا لم يكن القطاع التعليمي يقظاً مستنفراً لمواجهتهما سوف يخسر جيلاً كاملاً، ولهذا أولت وزارة التربية كل الاهتمام، وحرصت على مواصلة تدريس المنهاج الوطني، ومواجهة كل الصعوبات والعوائق التي خلقها الإرهابيون بإجرامهم ووحشيتهم، ولهذا أيضاً استمر المعنيون في القطاع التربوي بتذليل جميع الصعوبات المتعلقة بالمنهاج التعليمي العام ضمن مخرجات تدعم جهود العاملين في هذا القطاع لكي يكون جزءاً لا يتجزأ، بل مفصل محوري في التصدي للفكر المتطرف ودسائس قوى الشر والظلام التي لا تكف عن محاولاتها لاختراق المؤسسات التعليمية في الأنحاء السورية، وبث سمومها في عقول وأفئدة أبنائنا وفلذات أكبادنا من الشباب.
كما أدركت باكراً محاولات العصابات الإرهابية لاستغلال التعليم كمنصة تعبث من خلالها بمدارك أجيال الغد، بعد أن عمدت تلك العصابات إلى تشويه تعاليم الدين أولاً، وغرس أفكارها المسمومة ثانياً، على نحو يستهدف جرّ أبنائنا وشبابنا إلى دوامات التطرف والعنف.
ولهذا ايضاً عملت التربية على استخدام التعليم كمنارة لبث الوعي، وأداة فاعلة ومؤثرة لتحصين النشء والشباب من الأفكار الهدامة، وتعزيز انتمائهم وولائهم للوطن، وترسيخ اعتزازهم وفخرهم بهويتهم الوطنية لمنعهم من الانزلاق في براثن التطرف ودسائس الفكر الهدام.
حسين صقر