الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
الأول من نيسان سيبقى شاهداً حياً على الإرهاب الصهيوني، وعلى حجم المآسي التي عاشها الفلسطينيون من سكان مخيم جنين، على إثر المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في هذا التاريخ من عام 2002 واستمرت لأكثر من عشرة أيام بعد محاولات عدة لاقتحام المخيم، ارتكب خلالها جنود الاحتلال سلسلة مذابح جماعية أسفرت عن أكثر من (500) شهيد فلسطيني، حيث لم تتورع قوات الاحتلال عن هدم البيوت على رؤوس ساكنيها، فاستشهدت عائلات بأكملها من أطفال ونساء ورجال وشيوخ ومرضى، فيما أعدم العشرات منهم في الشوارع، وعشرات الجرحى استشهدوا وهم ينزفون حتى الرمق الأخير من دون أن يستطيع أحد تقديم العلاج لهم.
وفضلاً عن مئات الشهداء وآلاف الجرحى، فإن المجزرة المروعة خلفت أيضاً بحسب إحصائيات فلسطينية 1300 أسرة مشردة في الشوارع لا مأوى لها بعد تدمير آلاف المنازل، حيث تم تدمير 484 منزلاً بشكل كلي، و7000 منزل بشكل جزئي، وإلحاق الضرر بـ1300 آخرين، فكان معظمها غير صالح وغير آمن للسكن.
مجزرة جنين هي حرب إبادة جماعية شنتها قوات الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وهذه الحرب مستمرة حتى اليوم، وهي تستهدف الفلسطينيين العزل في مخيماتهم ومدنهم وقراهم، وكل ذلك على مرأى العالم، وبدعم أميركي وأوروبي كبير، وصمت مشبوه من المنظمات والهيئات الدولية.
واليوم تستمر فصول الإرهاب الصهيوني بحق الفلسطينيين، فقد أصيب فلسطيني بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط بالرأس خلال اقتحام قوات الاحتلال والمستوطنين لمقام النبي يوسف شرق نابلس في ساعات متأخرة من الليلة الماضية.
وذكرت وكالة “وفا”، أن عشرات المستوطنين اقتحموا المقام، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، بهدف أداء طقوس تلمودية، واندلعت مواجهات خلال الاقتحام بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص، ما أدى إلى إصابة المواطن عبد السلام سلمان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في الرأس ونقل على اثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كما اقتحمت قوات الاحتلال اليوم الخميس مدينة طوباس بالضفة الغربية، وأطلقت النار عشوائياً على الفلسطينيين ما أدى لإصابة ضابط فلسطيني، فيما تم اعتقال مواطن آخر بعد مداهمة منزل ذويه بقوة السلاح، هذا في حين اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين اثنين من بلدتي بيت أمر ودورا، في الخليل بعد أن داهمت منزليهما وفتشتهما وعبثت بمحتوياتهما.
على التوازي اقتحم مئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، بدعوى الاحتفال بعيد الفصح بعد أن ضيقت شرطة الاحتلال على الأهالي المقدسيين في منطقة باب الأسباط ونصبت حاجزا في المكان.
ووسط الجرائم الصهيونية المتصاعدة، رصدت وكالة “وفا”، في تقريرها الثالث، الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال والمستوطنين، بحق الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، طيلة شهر آذار المنصرم، فأشار التقرير إلى ارتقاء شهيد، وإصابة 92 آخرين بجروح مختلفة بينهم 3 أطفال و8 سيدات، واعتقال 298 مواطناً، بينهم 6 سيدات، و10 أطفال، وذلك على خلفية عمليات اقتحام وحملات اعتقال، واعتداءات متكررة نفذتها قوات الاحتلال بعدة مدن وبلدات في الضفة الغربية.
كما رصدت الوكالة خلال شهر آذار المنصرم اقتحام المسجد الأقصى المبارك من قبل المستوطنين 46 اقتحاماً، تحت حماية قوات الاحتلال، حيث بلغ مجموع المستوطنين الذين اقتحموا المسجد خلال الشهر الماضي وأدوا فيه طقوسا تلمودية 3180 مستوطناً.
