أبرز ظواهر التصفيات الإفريقية : تأهل تاريخي لجزر القمر وغامبيا .. تفوق المدرّب الوطني.. تونس والجزائر الأفضل
الثورة أون لاين:
شهدت تصفيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم المقررة نهائياتها في الكاميرون في الفترة من 9 كانون الثاني إلى 6 شباط من عام 2022 العديد من الظواهر المثيرة، يتصدرها تحقيق الكرة العربية رقماً قياسياً في عدد المنتخبات المتأهلة إلى البطولة، تتصدرها 7 منتخبات من إجمالي 24 صعدت، هي الجزائر (حامل اللقب)، ومصر (الأكثر تتويجاً)، وتونس، والمغرب، والسودان، وموريتانيا، وجزر القمر، لتحطم الرقم القياسي في نسخة عام 2019 التي شهدت وقتها مشاركة 5 منتخبات عربية في البطولة القارية بمصر.
تأهل تاريخي لأول مرة
ومن الظواهر أيضاً، نجاح عدة منتخبات في حصد تأشيرة التأهل إلى البطولة لأول مرة في تاريخها الرياضي، يتصدرها منتخب جزر القمر، المنتخب العربي الصاعد تحت قيادة مديره الفني أمير عبدو، وحصد 9 نقاط في التصفيات، وهو أعلى عدد من النقاط يحققه منتخب جزر القمر في أي تصفيات شارك فيها، وحاز وصافة المجموعة السابعة. وكذلك تأهلت لأول مرة غامبيا بعد حصولها على صدارة المجموعة الرابعة متساوية مع الغابون برصيد 10 نقاط.
عودة النجوم الكبار
وكتبت التصفيات في ظاهرة أخرى، عودة النجوم الكبار الذين ابتعدوا لفترة عن منتخباتهم للتألق، منهم الغابوني الكبير بيير إيمريك أوباميانغ، هداف أرسنال الإنكليزي، الذي قاد الغابون إلى التأهل بعد غياب دام 5 سنوات عن البطولة القارية، وسجل هدفين في التصفيات، وكذلك محمد صلاح هداف ليفربول الإنكليزي والمنتخب المصري الذي ظهر في آخر جولتين بعد ابتعاد طويل، وسجل هدفين جميلين في مرمى جزر القمر. وظهر إسلام سليماني هداف ليون الفرنسي والمنتخب الجزائري، الذي أعاده جمال بلماضي، المدير الفني، في مباراة زامبيا في الجولة الخامسة، وسجل هدفين من ثلاثية المحاربين، وأسهم في تأهله إلى البطولة القارية، بخلاف تألق كبار النجوم في القارة، مثل رياض محرز قائد الجزائر، وفيكتور أوسمين نجم نيجيريا، وأندريه أيو قائد غانا، وفرانك كيسي نجم ساحل العاج، وهم نجوم أسهموا بأهدافهم في تأهل منتخباتهم بسهولة إلى البطولة القارية الكبرى وتخطي عقبة المجموعات دون مشقة.
سقوط المدربين
ومن ظواهر التصفيات سقوط عدد كبير من المدربين الكبار أصحاب الأسماء اللامعة في الكرة الإفريقية، ويتصدر هؤلاء الخبير الفرنسي وعميد المدربين الأجانب في إفريقيا كلود لوروا، الفائز بالبطولة في عام 1988 برفقة الكاميرون، الذي أخفق في قيادة منتخب توغو للتأهل، وجاء في المركز الرابع والأخير في المجموعة السابعة خلف مصر وجزر القمر وكينيا، وبات مهدداً بفقدان منصبه في الفترة المقبلة بعد 5 سنوات قاد فيها توغو.
وسقط أيضاً الصربي ميلوتين سريدوييفيتش، المدير الفني لمنتخب زامبيا الذي حل ثالثاً في المجموعة الثامنة، وصعدت منها الجزائر وزيمبابوي، ولم ينجح سريدوييفيتش في معادلة إنجازه مع أوغندا حينما صعد إلى أمم إفريقيا 2017، وهو من الأسماء الكبيرة في مجال التدريب في القارة، وقاد من قبل الزمالك المصري وأورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي.
وسقط في دائرة الخروج المبكر أيضاً مدرب كبير، هو المونتينيغري زوران فيليبوفيتش، المدير الفني لمنتخب ليبيا، الذي حل في مؤخرة جدول ترتيب المجموعة العاشرة، وفشل في تحقيق حلم الصعود، وبات استمراره محل شك كبير في منصبه، بعد تصاعد الضغوط عليه للاستقالة، وهو مدرب قاد منتخب صربيا، بالإضافة إلى فريق رد ستار الصربي الكبير، وفاز معه ببطولة الكأس، وعمل مدرباً في الوقت نفسه لغولدن آروز الجنوب إفريقي قبل 10 سنوات.
نجاح المدرب الوطني
وكتبت التصفيات نجاح المدرب الوطني بشكل لافت في قيادة المنتخبات التي خاضت التصفيات في بلوغ النهائيات القارية، وأصبح (موضة) في عالم الكرة السمراء، بعد تفوق جمال بلماضي، المدير الفني للجزائر، وأليو سيسيه، المدير الفني للسنغال، في قيادة المنتخبين إلى نهائي أمم إفريقيا 2019 التي حسمتها الجزائر لمصلحتها وقتها بهدف، وتوّجت بطلة للقارة. ونجح بلماضي وسيسيه في مواصلة التألق خلال التصفيات، وحسما مبكراً صعود الجزائر والسنغال إلى النهائيات الكبرى، وانضم إليهما عدد كبير من المدربين مثل حسام البدري المدير الفني للمنتخب المصري، ومنذر الكبيّر، المدير الفني لمنتخب تونس، وتشارلز أوكونور المدير الفني لمنتخب غانا، وأمير عبدو، المدير الفني لمنتخب جزر القمر، ووبيتو أباتي المدير الفني لمنتخب إثيوبيا، وكامو كالو، المدير الفني لمنتخب بوركينا فاسو، وهو ما يُعَدّ انتصاراً للمدرب الوطني في القارة السمراء وخطوة نحو تقليل عدد المدربين الأجانب الوافدين على إفريقيا في السنوات المقبلة.
عودة منتخبات شاركت في تأسيس الـ (كاف)
وكتبت تصفيات كأس الأمم الإفريقية ظاهرة أخرى، تمثلت بعودة منتخبات شاركت في تأسيس الكاف قبل أكثر من 60 عاماً، هي منتخب السودان وإثيوبيا اللذان نجحا في حصد وصافة المجموعتين الرابعة والحادية عشرة، وحصد كل منهما 12 و9 نقاط على الترتيب، ونالا بطاقة التأهل إلى البطولة برفقة مصر الممثل الثالث وقت تأسيس الكاف، فيما غابت جنوب إفريقيا الشريك الرابع قبل تجميده لسنوات بعدها بسبب العنصرية. والطريف أن فشل جنوب إفريقيا في التأهل جاء بعد أيام قليلة من انتخاب رجل الأعمال الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي رئيساً للكاف خلفاً للملغاشي أحمد أحمد الذي أُوقف قبل فترة من جانب الفيفا.
تونس والجزائر الأفضل
ورقمياً، نجح منتخب تونس في الحصول على صدارة قائمة منتخبات القارة في التصفيات، بعدما حصد تحت قيادة مدربه الوطني منذر الكبيّر أعلى عدد من النقاط (16 نقطة) تصدّر بها جدول ترتيب المجموعة العاشرة وحقق 5 انتصارات، وهو أكبر عدد من الانتصارات بين كل المنتخبات، يليه المغرب والجزائر ونيجيريا وغانا، وحصدت كل منها 14 نقطة في التصفيات، ونالت وصافة الأكثر حصداً للنقاط في التصفيات.
وتنفرد الجزائر في الوقت نفسه بصدارة قائمة أكثر المنتخبات تسجيلاً للأهداف، لتحصد مع جمال بلماضي لقب أقوى خط هجوم برصيد 19 هدفاً، وسجلت في مباراتين فقط 10 أهداف. ونجحت منتخبات مصر وبوركينا فاسو والمغرب والجزائر والسنغال وتونس ونيجيريا في الخروج من الجولات الست في التصفيات دون التعرض لأي خسارة، وحسمت صدارة المجموعات الخاصة بها وتأهلت إلى البطولة. وباتت في حكم المؤكد مشاهدة نسخة قوية ورائعة لأمم إفريقيا في الكاميرون 2022 مع قوة المنتخبات المتأهلة.
فشل منتخبات كبرى في التأهل
وتبرز ظاهرة في تصفيات الكرة الإفريقية هي فشل منتخبات كبرى في التأهل، من بينها منتخب الكونغو الديمقراطية أحد أقوى 10 منتخبات في التصنيف والمرشح بقوة للتأهل إلى كأس العالم، وكذلك جنوب إفريقيا التي توجت بطلة مرة والتي بلغت الدور ربع النهائي في النسخة الماضية بمصر إلى جانب منتخبات شاركت في النسخة الأخيرة 2019 مثل أنغولا وبوروندي وكينيا التي عجزت عن حصد تأشيرة التأهل.