بالأرقام.. هكذا صمدت إيران بوجه الحصار الأميركي

الثورة أون لاين – ريم صالح:
لم تنجح واشنطن فعلياً في سياستها الرامية إلى عزل إيران وتحويلها إلى دولة فاشلة أو دولة منبوذة، وكل السيناريوهات الهوليودية والحبكات التصعيدية باءت بالفشل المدوي، كما أن كل العقوبات التي فرضتها على طهران لم تحقق غاياتها كما خططت لها الإدارات الأميركية المتعاقبة.
ومن يقرأ تطورات المشهد برمته يدرك أن إيران استطاعت وبقدرة عالية أن تقلب الطاولة – بما عليها من أوراق مساومة رخيصة – في وجه الأمريكي، وأن توجه له العديد من الدروس التي لن ينساها، وعلى كافة الأصعدة السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والدبلوماسية، ورأى العالم أن هذا النظام الأمريكي هو من تم عزله عالمياً، وتم فضحه أخلاقياً، وتم إبراز عوراته الإنسانية، وتفنيد شعاراته الكاذبة.
وهذه علاقات إيران مع سورية، والعراق، والصين، وروسيا، ودول أميركا اللاتينية، والعديد من الدول تشهد على ذلك، وهي في أحسن حال، بينما من حشر في زاوية العزل هو الأمريكي، ولعل خير دليل على كلامنا هذا هو فشل إدارة الخراب الأمريكية في تشكيل تحالف دولي بحري في مضيق هرمز، حيث رفضت كل الدول الأوروبية هذا التحالف، وبناء عليه لم يبصر النور.
باختصار المشهد بات واضحاً، فزمن شريعة الغاب الأمريكية قد ولى، ولم يعد هناك أي مجال للحديث عن الأحادية والقطبية الأمريكية، لاسيما في ظل الدور الريادي الذي لعبه الحليف الروسي على الساحة العالمية في حل الأزمات الدولية، وتسويتها سلمياً، وأيضاً في ظل التفوق الإيراني الذي خيب كل الآمال الأمريكية وذهب بها أدراج الرياح، والصمود والاستبسال السوري الذي قلب كل المعادلات الاستراتيجية، وأيضاً في ظل التنامي الاقتصادي الصيني المقلق لأمريكا.
عقود عدة من العقوبات الأمريكية الجائرة على إيران قد مضت ولم تزد طهران إلا قوة ومنعة وتقدماً علمياً، وفي جميع المجالات، وبلغة الأرقام، فوفق منظمة هندسة التعدين الإيرانية فقد صدرت إيران في العام 2018 نحو 8 مليارات دولار من جميع أنواع المعادن “دون احتساب النفط والغاز”، ومن أهم المعادن في إيران النفط، الغاز، الحديد، النحاس، الذهب، الفضة، الزنك، الرصاص، النيكل، الكروميت، المنغنيز، التيتانيوم، اليورانيوم، الفحم، القصدير، أحجار كريمة مثل الفيروز، الرخام، الجص، الإسمنت والملح، كما وتبلغ قيمة ذخائر المعادن المكتشفة نحو 773 مليار دولار.
وبحسب رئيس منظمة بيت المعدن الإيراني محمد رضا بهرامن فإن إيران مصنفة من حيث التنوع المعدني من العشرة الأوائل حول العالم، كما تحتل المرتبة الـ15 بالنسبة لاحتياطاتها المعدنية المستكشفة.
وبحسب إحصائية أجراها مركز الإحصاء الإيراني عام 2017، يعمل نحو 96 ألف شخص في مناجم إيران التي تنتج سنويا بين 450 و500 مليون طن من جميع أنواع المواد المعدنية، تستخدم 60% منها مواد للبناء.
وإلى جانب الاستهلاك الداخلي، تصدر إيران إلى بلدان عدة، ووفق رئيس كلية هندسة التعدين في جامعة طهران الدكتور عباس مجدي فإن ثاني أكبر إيرادات الحكومة بعد النفط والغاز هي من المعادن، حيث إن 56% من أراضي البلد هي من الغطاء الحجري وجاهزة لاستخراج المعادن منها.
وأشار مجدي إلى أنه على الرغم من الحصار المفروض فإن جامعاتنا تعتبر من أحسن جامعات التعدين في العالم، وحصلنا على المرتبة الـ34 على مستوى العالم.
وتعتبر صناعة السيارات في إيران ثالث أكبر صناعة بعد النفط والغاز وصناعة البتروكيماويات، حيث تشكل 10% من الناتج القومي الإجمالي، ويعمل في هذا القطاع حوالي 855 ألف موظف.
وتحتل إيران حاليا المرتبة العشرين في قائمة الدول الأكثر إنتاجا للسيارات والثانية في المنطقة بعد تركيا، بحسب موقع المنظمة الدولية لمصنعي السيارات (OICA)، كما تنتج سنويا أكثر من مليون سيارة، وبلغت قدرتها الإنتاجية لعام 2017 مليوناً و534 ألف سيارة، بالإضافة للحافلات والشاحنات.
وكآلية لمواجهة الابتزاز الأمريكي أعلن معهد الدراسات المالية والمصرفية التابع للبنك المركزي الإيراني، عن قرار التحاق منظومة الاتصالات الالكترونية المالية الوطنية بالسويفت الروسي، بهدف مكافحة الحظر المصرفي الأميركي على نظام السويفت العالمي.
والسويفت العالمي، هو نظام مالي يعمل على الاتصالات بين البنوك والشركات في جميع أنحاء العالم، تأسس عام 1973 في بروكسل، ویوفر شبكة تسمح لأكثر من عشرة آلاف مؤسسة مالية في أكثر من مئتي دولة بإرسال واستقبال المعلومات حول المعاملات المالية، ويرى رضا حجت الباحث في مؤسسة “تاريخ معاصر” للدراسات، أن مقومات العبور من هيمنة الدولار الأميركي متوفرة في الصين وروسيا وإيران وحلقات محور المقاومة وحتى في أميركا اللاتينية، فضلاً عن الرغبة الأوروبية لتقوية اليورو، ولهذه الأسباب صمدت إيران بوجه العقوبات والحصار الأميركي.

آخر الأخبار
المجاعة تنهش غزة .. والاحتلال يصعد عدوانه "البكالوريا".. كابوس الهلع للطلاب وذويهم د. غسان الخلف: سياسات تربوية لبناء، جيل متوازن ومجتمع متكام... رئيس تحرير صحيفة عسير "لـ"الثورة": سوريا تعود والمملكة السعودية تحتضن المؤتمر الأول لذوي الإعاقة في إدلب.. دعوة لتعزيز الشمول والمشاركة المجتمعية الإعلام السوري بين التأثير والتحديات.. أداة لتشكيل الوعي وتوجيه الرأي العام حملة "بإيدينا نبنيها" لتحسين الواقع الخدمي في بلدة بداما بريف إدلب احذروا الرد على الاتصالات المجهولة هجمات إلكترونية تستهدف السوريين عبر "واتساب" محافظ إدلب: مشاريع خدمية واسعة لإعادة الإعمار وتحسين الواقع المعيشي في المحافظة الرواتب عاجزة والأسعار بلا سقف ..هل ستكون الزيادة المرتقبة حلاً على طريق تخفيف الأوجاع؟! ليس مشروع إعمار فقط   بل إعلان عودة التاريخ العربي من بوابة دمشق  تسهيل لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة بدير الزور تعزيز الطاقة المتجددة والربط الكهربائي في زيارة الوزير البشير لمحطة سدير السعودي سوريا تطلق خطة طموحة لإعادة هيكلة قطاع الطيران وتطوير مطار المزة كمركز للطيران الخاص تعديلات جديدة على النظام الانتخابي ومجلس الشعب القادم بـ210 مقاعد اتفاقية استراتيجية بين سوريا والسعودية لتعزيز التعاون في الطاقة وفتح آفاق التكامل الإقليمي نقطة طبية في جدل بدرعا لخدمة المهجرين من السويداء 1490 مريضاً استقبلتهم العيادة الأذنية في مستشفى الجولان الوطني تأهيل مدرسة سلطان باشا الأطرش في حلب قرار حريص على سلامة الطلاب..  تأجيل امتحانات الثانوية في السويداء  عشرة أيام وحارة "الشعلة" في حي الزهور بلا مياه .. والمؤسسة ترد