الثورة أون لاين- أيمن الحرفي:
الأطفال براعمنا الصغيرة هل أخذوا حقهم من اهتمامنا وهم عماد المستقبل في كل وطن و أمل الإنسانية في العالم.. ولعل أهم أمثولة يتعلمها الطفل هي كيف يسلك سلوكا سليما في مجتمعه، فمراحل الدراسة و التعليم و القراءة ليست إلا مجرد وسيلة تؤدي إلى هذه الغاية، إذ ما الفائدة من التربية و التعليم و الثقافة إذا كان الطفل يكرهها و لا يحبها و يجد صعوبة في السلوك بين الناس و في ممارسة العمل الذي يقوم به.
فقد أولى العلماء و الفلاسفة منذ القديم و حتى وقتنا الحاضر الطفولة أهمية خاصة، و منحوها قدراً لا بأس به من أبحاثهم و تجاربهم لاعتقادهم بأن الأطفال ثروة هائلة وهامة لا تدانيها أي ثروة في العالم، و لأن كل الثروات تنفذ إلا الأطفال فهم ثروة باقية لا تنفد بشرط منحها الرعاية و الاهتمام و التأهيل الكافي.
ربما يتساءل البعض و منهم المهندس محمود، ماهي أساليب التربية الحديثة التي ترتقي بالطفل و تحقق له الكفايات العقلية والجسمية و الخلقية والاجتماعية والروحية و الفنية، يقول جان جاك روسو: ” إن التربية هي العمود الفقري الذي لا تستقيم من دونه الحياة، و أن الطفل يولد ضعيفاً مجرداً من الإرادة، لا يفقه شيئاً و هو بحاجة إلى العون ليصل إلى التميز، كما أن مصائر الأمم تبنيها الأبناء، لذا علينا أن نتعهد الطفل منذ حداثة سنه بالفضائل و القيم و والمثل وحب الخير قبل أن يكبر و يصلب عوده فيصعب علينا حينها تسييره في النهج الذي نريده له.
وهنا يتساءل أبو عماد و هو أب لثلاثة أطفال عن الآلية و الخطوات الصحيحة، يطمئنه ” روسو ” قائلاً: الطفل مخلوق بدائي نبيل، و انه خير بطبيعته و لا يفسد أحواله سوى تدخل الكبار، و من ثم يجب ألا يقحم الكبار آراءهم، و ان لا يفرضوا سلوكهم على الطفل ) فالطفل عن طريق ما وهبه الله من حواس و نشاط طبيعي و يميل إلى التقليد و هو مستعد لمشاركة الآخرين في مشاعرهم و انفعالاتهم و حركاتهم.
ينمو و يتطور عقلياً و وجدانيا و بدنيا..
أما سميرة وهي موظفة فتقول انها ستربي أولادها بغير الطريقة التقليدية التي نمت عليها، هذه السيدة وغيرها عليها أن تعرف أن هناك ظاهرة يطلق عليها علماء النفس ” الامتصاص ” ونعني أن يمتص الطفل من والديه مثلهما العليا و اتجاهاتهما فتصبح و كأنها جزء منه هو.
إذا علينا أن نكون القدوة الحسنة و المثلى لأولادنا، فإذا أردت ابناً أميناً فكن مثالاً له في الأمانة، و كذلك في الصدق و الاستقامة و كل المثل و القيم الأخرى