الثورة أون لاين- بقلم سارة محمد شاهر أبو سمرة:
عالم غريب الأطوار يجمع في ثناياه وخفاياه قصصاً ربما لا العلم ولاغيره يقدرون على كشفها إلا بما هو متاح من أصحاب هذا العالم الغريب فسبحان الله على كل خلق عظيم.
يعرف التوحد بأنه حالة سلوكية عصبية معقدة تتضمن ضعفًا في التفاعل الاجتماعي ومهارات الاتصال والتطور التنموي إلى جانب العديد من السلوكيات مثل الحركات التكرارية والإيذاء النفسي وصعوبات حسية وإدراكية مختلفة، عادة ما يلاحظ الآباء علامات التوحد خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل، وغالباً ما تتطور هذه العلامات تدريجياً على الرغم من أن بعض الأطفال المصابين بالتوحد يصلون إلى مراحل نموهم بوتيرة طبيعية قبل أن يتطور المرض.
يرتبط التوحد بمزيج من العوامل الوراثية والبيئية، حيث تشمل عوامل الخطر أثناء الحمل بعض الإصابات، مثل الحصبة والسموم بما في ذلك حمض فالبرويك والكحول والكوكايين والمبيدات الحشرية وتلوث الهواء، وتقييد نمو الجنين، وأمراض المناعة الذاتية، ونسبة حدوث التوحد 1-2 لكل ألف طفل ويصيب الذكور أكثر من الإناث.
يعد التشخيص المبدئي للاضطراب من أهم الخطوات الاساسية للعلاج، إذ تظهر أعراض التوحد عند الأطفال في مراحل مبكرة من حياتهم حيث يصبح الطفل فجأة منغلقاً على نفسه، عدائي أو يفقد مهاراته اللغوية التي اكتسبها وهناك مجموعة من العلامات التي توجهنا لهذا الاضطراب، فالطفل غالباً لا يستجيب لمناداة اسمه، ولا يُكثر من الاتصال البصريّ المباشر، غالباً ما يبدو أنه لا يسمع محدّثه، يرفض العناق أو ينكمش على نفسه، ويبدو إنه لا يدرك مشاعر وأحاسيس الآخرين، يحب أن يلعب لوحده، ويبقى في عالمه الخاص، بالإضافة إلى أنه يبدأ نطق الكلمات في سن متأخرة مقارنة بالأطفال الآخرين، يتحدث بصوت غريب أو ينفذ حركات متكررة مثل الاهتزاز الدوران في دوائر حول نفسه أو التلويح باليد. وللأسف لا يوجد حتى الآن علاج موحد لاضطراب التوحد حيث تشمل العلاجات: تصحيح السلوك والتواصل، والتدريب على المهارات، وتقبل الآخرين بالإضافة لبعض الأدوية المستخدمة للسيطرة على الأعراض، ويمكن بهذه الطرق أن نخفف الأعراض لمساعدة طفل التوحد على ممارسة حياته بشكل أفضل.
إن مرض التوحد من الأمراض التي يجب توخي الحذر في التعامل معها لأن المريض قد يؤذي نفسه، ويجب أن يحظى طفل التوحد باهتمام وحب كبير من أفراد الأسرة والمجتمع والحرص على التعامل معه بإيجابية لأنه يستجيب بشكل أفضل للتصرفات الإيجابية، لذلك كن لطيفاً مع هؤلاء الأطفال وأهلهم فهم يحتاجون بعض الرعاية والاهتمام أجارنا الله وإياكم وكتب لنا العافية والخلاص.