الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
عند وصول الرئيس جو بايدن إلى السلطة، كان عدد لا يحصى من خبراء السياسة الخارجية قلقين بشأن ما قد يعنيه الانتقال للعلاقات الخارجية مع الصين وكوريا الشمالية وروسيا، وفي عام 2020 بدا أن هناك الكثير من الإجماع من الحزبين على موقف ضد الصين، وعلى الرغم من أن جو بايدن أعلن خلال الحملة الرئاسية أن نهج دونالد ترامب كان تصادميًا للغاية مع هذه الدول خاصة أنه كان على وشك حرب محتملة مع كوريا الشمالية، ولكن كلامه ذهب أدراج الرياح بمجرد أن وطئت أقدامه البيت الأبيض، ليعود للسير على خطا أسلافه، وأخذ يضايق الرئيس كيم جونغ أون من خلال وصفه بصفات سيئة.
وليس بغريب هذا الأمر عن جو بايدن فعلى مدار إدارتي أوباما وترامب، كان للديمقراطيين تاريخ أسود في تأجيج نيران الحرب الباردة الجديدة مع هذه الدول وخاصة مع روسيا.
وأقام الرئيس بايدن في البيت الأبيض لفترة طويلة قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة، حتى أنه وضع مسارًا بشأن الكيفية التي ينوي إقامة العلاقات فيها مع هذه الدول، وبعد عقود من النوايا الحسنة الصينية تجاه واشنطن، يبدو أن نهجه سيكون مثل نهج ترامب في متابعة العداء للصين، ومن المؤكد أن بايدن سيبني تحالفات جديدة وسيؤكد أيضًا على معاداة الصين أكثر مما فعل ترامب، على الرغم من أنه يتبع نهجًا تكتيكيًا مختلفًا عن نهج الأخير، إلا أنه سيأخذ الشعب الأميركي إلى نفس الغايات ونفس الأهداف.
أما عن العلاقة الحالية لإدارة بايدن مع كوريا الشمالية فهي التي ربما تثير القلق الأكبر للدول الثلاث التي تم تناولها هنا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى:
1 – استمرار التوترات النووية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بلا هوادة، فعندما كان بايدن نائب الرئيس خلال إدارة أوباما توقع احتمال اندلاع حرب نووية مع كوريا الشمالية وذلك بعد وصف أوباما لكوريا الشمالية بأنها أكبر تهديد دولي يواجه الولايات المتحدة، وفيما يتعلق بالتهديد بالحرب النووية، يمكن القول إنها كانت أكثر الفترات خطورة منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
2 – خلال المناظرات الرئاسية، وصف بايدن كيم جونغ أون بأسوأ العبارات، وانتقد بشدة ترامب بسبب محاولته إقامة حوار مع كوريا الشمالية، ومع ذلك تدعي إدارة بايدن أنها تواصلت مع حكومة كوريا الشمالية عبر قنوات معينة، ولكن مع تصريحات بايدن الأخيرة والتي حملت في طياتها الكثير من التهديد لكوريا، فإن كيم جونغ أون لم يستجب لمبادراته الوهمية، علاوة على ذلك، حذرت كيم يو جونغ، أخت الزعيم الكوري، بايدن من أنه إذا كانت الولايات المتحدة “تريد أن تنام بسلام على مدى السنوات الأربع المقبلة، فمن الأفضل لها الامتناع عن إحداث رائحة كريهة في خطوتها الأولى.
أما على صعيد العلاقات مع روسيا فإن الديمقراطيين يواصلون كرههم لروسيا، ويظهر بايدن عدائية حادة لروسيا وبشكل لا يمكن التعامل مع هذه العدائية على أنها مزاجية عابرة، نحن هنا أمام منحى، وحيال حاجة أميركية للعودة إلى الحرب الباردة القديمة الجديدة، فبعد اتخاذ ترامب الصين كعدو رئيسي له، عاد بايدن “إلى التحديد التقليدي للعدو الجيوبوليتيكي على أنه روسيا.
أميركا تعتقد نفسها سلطانة البحار وبالتالي خصمها الأساسي موجود في العمق القاري وهو روسيا، ومن هنا فتحت إدارة بايدن نيرانها مبكراً على موسكو وعلى قادتها، ويتساءل الكاتب بحيرة عن السبب وراء التوتر الأخير الذي أدى إلى تصعيد لهجة الاتهامات بين واشنطن وموسكو؟، وهل ستؤثر هذه الاتهامات في مفاوضات «نيو ستارت» للحد من الأسلحة النووية بين الطرفين؟”، وهو “تصعيد مزدوج ضدّ موسكو وبكين، حيث “تبدو الساحة الدولية أكثر جاهزية للعودة إلى مناخات الحرب الباردة، بالنظر إلى السياسات العدوانية التي تنتهجها الولايات المتحدة إزاء الصين وروسيا”.
ما يحدث بين أميركا وروسيا تعبير عميق عن الصورة السياسية المستقبلية التي يمكن أن يمر بها العالم خلال الأربع سنوات القادمة، فبايدن ليس لديه قدرة المضي في التصعيد إلى أكثر من العقوبات واستثارة ذكريات الحرب الباردة.
بقلم: وليام جنيس
المصدر: انترناشونال انترست