الثورة أون لاين- ميساء الجردي:
لكل مجتمع هويته وخصوصيته حين تعصف به الأزمات و الظروف الطارئة، عندما تولدها حرب عدوانية أو كوارث طبيعية وغيرها.
حيث يأخذ العمل الأهلي مساره وطريقه الإنساني بما يخدم مصلحة الفرد والمجتمع.
وفي مجتمعنا السوري وعلى مدى عشر سنوات من حرب إرهابية مجرمة، حتَّمت التركيز خلال الفترة الأخيرة على عمل الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية إلى تمهيد الطريق للاهتمام بالدور الاجتماعي والاقتصادي الذي تلعبه هذه الجهات في ظل ظروف الحصار وانعكاسها على الحياة المعيشية، فكان لقاء السيدة الأولى أسماء الأسد مع عددٍ من القائمين على الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية العاملة في سورية، ورؤساء غرف التجارة والصناعة من جميع المحافظات السورية، خطوة هامة لدعم وبحث سبل مساعدة الشرائح الأكثر تضرراً والأكثر احتياجاً عن طريق الاستفادة من عمل جميع المبادرات الخيرية والإنسانية لكي تصل إلى أكبر شريحة من المحتاجين في جميع المناطق السورية، وخاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك.
السيد ساري السيروان رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية بدمشق أكد على أهمية هذا اللقاء الذي جاء بدعوة كريمة من السيدة أسماء الأسد التي بدأته بالترحيب والثناء على أعمال الخير وعرض أفكار جديدة تصب في معاني التكافل والتراحم الاجتماعي وخاصة في شهر رمضان الكريم، مؤكدة أن يكون هذا العام -رغم قانون قيصر والأمور التي لا تخفى على أحد من غلاء ونقص في المواد- أن تعطي الجمعيات الوجه الأمثل لذلك سبيلا في كل المبادرات والفعاليات.
حيث طرحت السيدة الأولى أفكاراً جديدة تشير فيها إلى ما يسمى بمنصة الذكاء الإلكتروني لتكون منبراً للمتبرعين تذهب من خلالها المساعدات إلى من يستحق، وستكون موزعة على زكاة المال وصدقات التجار.
وبيَّن السيروان الضرورة التي حملها هذا اللقاء من خلال جملة من الأفكار التي طرحت للمساهمة في رفع مستوى أداء العمل الأهلي والذي يعتبر رائداً في سورية -كما وصفته سيدة الياسمين- في ظل تضافر جهود جميع الجهات المعنية، ومساعدة الدولة بشكل يؤدي إلى دعم الجهات العاملة به، حيث كان هناك عرض لفكرة السيد وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد من إنشاء سوق رمضان الخيري الذي سيقام على أرض مدينة المعارض القديمة في وسط العاصمة دمشق على مساحة 20 دونماً، ويشارك فيه 243 نافذة للبيع، مشيراً إلى أن المعرض سابقة لم تكن بهذا التجمع الكبير، حيث سيكون التركيز فيه على بيع كافة أنواع الاحتياجات الأسرية للفقراء من غذاء وكساء وخيمة رمضانية ضمن أجواء محببة للناس.
وستكون الأسعار تحت التكلفة أو بقيمة أقل من التكلفة وهي مشاركة من التجار وكبار المتبرعين ضمن فكرة جديدة تساند في تحقيق التكافل الاجتماعي.
ومن وحي اللقاء تحدث رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية عن أفكار سيتم العمل عليها خلال الأشهر المقبلة حول العمل الخيري، وتم عرض العديد من الأمور التي تحتاج إلى تسوية مع الإدارة المحلية ودعم العمل الأهلي وتطويره والتكاتف ما بين الجهات المعنية لتشكيل النسيج السوري الواحد رغم الحرب والحصار.
ولفت إلى فكرة هامة تتعلق بإيصال الفائدة إلى الفقراء من خلال هذا السوق وهي أن تقوم كل جمعية بتقديم كوبون مدفوع سلفاً للأسر المسجلة لديها وترسله إليهم بقيمة مادية معينة يحصل من خلالها على ما يحتاجه من السوق الرمضانية، وبذلك تصل الذكاة إلى مستحقيها.
وإلى ما حمله اللقاء من طرح أفكار تتعلق بتطوير العمل الخيري الصحي نظراً للحاجة المتزايدة إليه، متمنياً أن يكون هناك أكثر من لقاء مع السيدة الأولى للحصول على دعم أكبر للمجتمع المحلي