الثورة أون لاين – أدمون الشدايدة:
لا تزال دول العدوان الغربي على سورية، بما تملكه من خبث سياسي وما تخطط له من أجندات استعمارية، تواصل رسم خططها الجهنمية في سبيل المضي بتحقيق أهدافها العدوانية المرسومة في كواليس استخباراتها، وعرقلة أي حلول قد تفضي إلى نتائج إيجابية تنهي معاناة السوريين وتخرجهم من نفق الحرب الإرهابية والحصار الظالم.
ويأتي اليوم المشروع الفرنسي المقدم لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والموجه ضد سورية كدليل جديد على ذلك بعد أن لفظت الأحداث الجارية في الميدان السوري كل محاولات الغرب لتدمير سورية، وأحرقت انتصارات الجيش العربي السوري كل الأوراق الإرهابية لذاك الغرب الاستعماري.
سورية أدانت ورفضت المشروع الفرنسي الغربي المقدم إلى مؤتمر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وأكدت أنه يمثل دليلاً على النوايا العدوانية لبعض الدول ضد سورية، كما دعت إلى رفض المشروع لحماية المنظمة من خطر تحويلها من منظمة أممية إلى منصة للولايات المتحدة وحلفائها لممارسة الضغوط واستهداف دولة طرف في الاتفاقية، الأمر الذي ستكون له تداعيات خطيرة على مستقبل عملها والتعاون معها.
الرفض السوري لتلك المهزلة الغربية رافقها رفض روسي مماثل جاء على لسان نائب مندوب روسيا في مجلس الأمن دميتري بوليانسكي الذي أكد بأن الجزء الأكبر من البراهين على التزوير المباشر والتلاعب والانتهاكات الداخلية في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والمتعلقة بملف الكيميائي في سورية وصل إلى درجة حرجة وهي انتهاكات صارخة خلال التحقيقات في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في خان شيخون نيسان 2017 ودوما نيسان 2018 حيث تؤكد شهادات موظفين سابقين في المنظمة تزوير بعثة التحقيق لاستنتاجاتها تحت ضغط الدول الغربية وممارسة قمع وترهيب المفتشين الذين رفضوا التزوير.
سورية كانت قد وجهت مئات الرسائل للمنظمة ومجلس الأمن والجمعية العامة دعتهم للتحقيق في الجرائم الكيماوية التي نفذها الغرب في سورية بالتعاون مع الإرهابيين على الأرض، إضافة لمسرحيات الكيماوي التي عمد من خلالها ذلك الغرب لاستخدام المدنيين كحقل لتجارب الكيماوي، وهناك عشرات الدلائل والإثباتات التي توثق ذلك، ففي خان العسل بريف حلب أطلق الإرهابيون صاروخاً يحتوي على مواد كيميائية سامة بتاريخ 19 آذار 2013، ما أدى إلى استشهاد وإصابة مئات الأبرياء.
وفي 31 تشرين أول 2016، أقدمت التنظيمات الإرهابية باستهداف منطقة حي الحمدانية وضاحية الأسد السكنية بقذائف تحمل غازات سامة أدت إلى إصابة أكثر من 48 شخصاً بحالات اختناق.
كما استهدفت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الأحياء الشرقية لمنطقة النيرب ومحيطها بقذائف الهاون التي تحتوي على مادة الكلور ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات في صفوف المدنيين وأقدمت أيضاً على إطلاق غازات سامة على اتجاه منيان غرب مدينة حلب ما أسفر عن إصابة 8 أشخاص بحالات اختناق.
وفي 17 أيار 2016 قامت العصابات الإرهابية بقصف حي الشيخ مقصود في حلب بقذائف تحتوي على غاز خانق.
وقام تنظيم داعش الإرهابي بقصف الأحياء السكنية في مدينة مارع بقنابل كيميائية وتم تسجيل العديد من حالات الاختناق بين المدنيين.
وبات من المعروف بأن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أصبحت أداة بيد الغرب يستخدمها لمعاقبة الدول التي تخالف سياساته الاستعمارية من خلال طرح ادعاءات لا أساس لها عن استخدامها أسلحة كيميائية.