نستطيع القول ودون أي مبالغة إن الكيان الصهيوني اللقيط يعيش رعباً حقيقياً لم يعهده سابقاً والدليل على ذلك حالة التخبط السياسي الداخلي وانعكاسه الواضح والجلي خارجياً عبر عربداته العسكرية في المنطقة تحت ذرائع بعيدة عن الواقع.
العدوان الصهيوني الأخير على سورية فجر يوم الثامن من الشهر الجاري عبر رشقات من الصواريخ من اتجاه الأراضي اللبنانية مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق يأتي ضمن توهمات إسرائيلية تهدف إلى خلط الأوراق ومحاولة جرّ محور المقاومة إلى حرب في توقيت تحاول واشنطن فيه سحب نفسها من مستنقع المنطقة للالتفات لمواجهة الخطر الأكبر عليها وفق استراتيجيتها والمتمثل بروسيا والصين إضافة إلى أن ما رشح عن مفاوضات فيينا، للعودة إلى الاتفاق النووي بوساطةٍ أوروبيّة يعتبر تقدماً جيداً الأمر الذي يزيد التوتر الإسرائيلي لارتكاب حماقات تمنع عودة إدارة بايدن للاتفاق وتجعل من نشوء صدام عسكري أميركي إيراني فرصة مناسبة ل”إسرائيل” لإعادة ميزان القوى لمصلحتها أمام محور بأكمله.
“إسرائيل” تتبع سياسة الصراخ العالي عبر اعتداءات عسكرية عنوانها “استهداف طهران في أي مكان من المنطقة” والهدف الإيحاء بتوسيع رقعة المواجهة وخاصة أن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نشرت أن “إسرائيل” أبلغت واشنطن بأنها استهدفت السفينة الإيرانية “ساويز” في البحر الأحمر بألغام بحرية ألصقت بهيكلها وأن الإسرائيليين وصفوا الهجوم بأنه ردّ انتقامي على الضربات الإيرانية السابقة التي استهدفت السفن الإسرائيلية.
رئيس وزراء العدو الإسرائيلي الذي كلف مؤخراً برئاسة حكومة الاحتلال رغم تهم الفساد الموجهة إليه يلعب بالنار ويسعى جاهداً لإشعال فتيل الحرب في المنطقة وتوريط حلفائه في مواجهات لا تحمد عقباها بهدف منع عودة أطراف الاتفاق النووي إليه لكنه لا يحسب بشكل دقيق أن المواجهة مع طهران عبر اعتداءاته في سورية إلى جانب حرب الناقلات في البحار ليست في مصلحته فالكيان الإسرائيلي لا يحتمل لا عسكرياً ولا اقتصادياً ولا حتى سياسياً نتائج هذه المواجهة أمام محور تتعاظم قوته بشهادة أعدائه قبل أصدقائه والتي ستكون إذا ما حدثت كمن يفتح على نفسه أبواب جهنم.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير- بشار محمد