الثورة أون لاين- عائدة عم علي:
جرائم الاستيطان الصهيوني المتصاعدة، والتي تسلب الفلسطينيين المزيد من أرضهم ومنازلهم وممتلكاتهم، هي إرهاب ممنهج، تسعى حكومة الاحتلال من ورائه لتصفية الوجود الفلسطيني، وتعتبر جميع الأنشطة الاستيطانية على أراضي الضفة الغربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس، غير قانونية بالعرف الدولي، وتشكل انتهاكات جسيمة للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949″.
وتعتبر أيضا جرائم حرب كما هو منصوص عليه في المادة 85 من البروتوكول الإضافي الأول لسنة 1977 الملحق باتفاقيات جنيف لسنة 1949، والمادة 8 من نظام روما لسنة 1998، ومع كل ذلك فإن الاحتلال القائم على القتل والتشريد لا يأبه للقوانين الدولية، الأمر الذي يحمل المجتمع الدولي مسؤولية مضاعفة للعمل على إيجاد آليات رادعة تلزم الاحتلال بالتوقف عن ممارساته الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني.
وزارة الخارجية الفلسطينية جددت إدانتها في هذا السياق للتغول الاستيطاني الاحتلالي في الضفة الغربية المحتلة، واعتبرته تحدياً سافراً للمجتمع الدولي والشرعية الدولية ومؤسساتها وقراراتها، خاصة للدول التي تدعي التمسك والحرص على تحقيق السلام على أساس حل الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام، وتلك الدول التي تتغنى بحقوق الإنسان.
وبحسب وكالة وفا، فقد أكدت الوزارة الفلسطينية في بيان صحفي لها اليوم، إنه منذ عام 1967 وحتى الآن لايزال المشروع الاستيطاني الاستعماري التهويدي للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية يتدحرج ويتسع لحسم مستقبل ومصير الضفة الغربية من جانب واحد وبقوة الاحتلال، مشيرة إلى أن عمليات التصعيد اليومي في الاستيلاء على الأراضي، وعمليات هدم المنازل والمنشآت، وبناء وحدات استيطانية جديدة، وإقامة المزيد من البؤر العشوائية، يجسد المشروع الاستعماري التوسعي الذي يواصل شق طريقه في الأرض الفلسطينية، ويهدف إلى تكريس ضم القدس والضفة الغربية وفرض قوانين الاحتلال عليها وإغراقها في محيط استيطاني مرتبط بالعمق الإسرائيلي ومتواصل من النهر إلى البحر، بما يؤدي إلى إغلاق الباب نهائيا أمام فرص الحل بالطرق السياسية التفاوضية، ويقوض أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافيا بعاصمتها القدس الشرقية وذات سيادة.
وأكدت الخارجية أن هذا المشهد الاستعماري البشع الذي يتم تنفيذه يومياً على الأرض وتتضح معالمه بشكل فاضح، بما يرافقه من تشريعات وقوانين تمييزية تؤسس لنظام فصل عنصري بغيض في فلسطين المحتلة، يختبر ما تبقى من مصداقية لدى المجتمع الدولي في الوفاء بالتزاماته تجاه الحالة في فلسطين من جهة، ويشكك في ذات الوقت بآليات العمل الدولية المتبعة لحل الصراع في الشرق الأوسط.
وفي إطار انتهاكات الاحتلال المتصاعدة، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، بلدة قباطية جنوب جنين، وداهمت عدداً من المنازل، وعبثت بمحتوياتها واستجوبت أصحابها، هذا في حين اقتحم عشرات المستوطنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما أفادت به دائرة الأوقاف الفلسطينية بالقدس المحتلة والتي أشارت إلى أن 86 مستوطنا متطرفا اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات من جهة باب المغاربة، قبل أن يغادروه من باب السلسلة