أوكرانيا.. والنفخ الأميركي الإسرائيلي بنار الأزمة!

الثورة أون لاين – لميس عودة:

في خضم الأحداث المشتعلة والاضطرابات المتأججة في شرق أوكرانيا وأخذها مسار التصعيد يدرك المتابع لآخر التطورات هناك أن أصابع أميركية تسعى لتأجيج الأوضاع وإشعال فتيل الحرب بتشجيع الأعمال الاستفزازية وتسخين جبهات الاقتتال، فالتحركات العسكرية الأميركية المشبوهة في البحر الأسود ليست عفوية، والتصريحات الاستفزازية من أركان المفاصل الأميركية تحمل في مضمونها الدفع بالأمور إلى حافة الانفجار.
فمنذ تولي جو بايدن دفة الرئاسة الأميركية قام بنزع رداء الدبلوماسية وانتهج الأسلوب الهجومي في تصريحاته الرعناء والعدائية تجاه روسيا، راسماً ملامح توجهاته السياسية، والطرق التي سيتبعها بإشعال فتيل أزمات وصب زيوت التحريض والتجييش لتشتعل حرائق فوضى واقتتال في حوض البحر الأسود فتكون مناخاً مؤاتياً للاصطياد في عكر تداعياتها وتبعاتها.
فالموقع الاستراتيجي المهم لأوكرانيا وغناها بالثروات الباطنية بالإضافة إلى كونها الممر للغاز الروسي إلى أوروبا وإشرافها على البحر الأسود من الأسباب التي تجعلها ذات موقع خاص وهام لدى أميركا ويضعها في بوصلة أطماعها، لا سيما أنها تمثل بعداً وعمقاً استراتيجياً للأمن القومي لروسيا.
روسيا الرقم الأصعب بمعادلة توسيع الهيمنة الأميركية..
لن تتوقف واشنطن عن إشعال فتيل الحروب والأزمات، ولن تطفئ الحرائق الإرهابية التي تؤججها على اتساع الخريطة الدولية، إذ كيف لمن يستظل بمظلة التعديات ليبقى قطباً أحادياً يستفرد بالهيمنة أن يسحب صاعق التفجير ويخمد نار الإرهاب، أو حتى أن يتقبل وجود أقطاب أخرى ثبتت مداميك قوتها بانتهاجها طرقاً مغايرة لنهجه العدواني؟.
فروسيا في المنظور الأميركي رقم صعب في معادلة تمدد النفوذ الاستعماري الأميركي يستعصي عليها كسره أو إزاحته عن خريطة التوازنات العالمية بعد أن استطاعت موسكو أن تثبت ثقلها وتفرد تعاطيها مع الملفات الساخنة وخاصة في منطقتنا بكل حكمة واقتدار، نازعة صواعق التفجير الأميركية، لذلك بدأت واشنطن اللعب على حبال تأجيج الفوضى وإثارة النزاعات على الحدود الروسية لإلهاء موسكو وتهديد أمنها فوجدت في أوكرانيا فرصة سانحة لتنفيذ مخططات الفوضى المرجوة التي تتوهم أنها ستزعزع الثبات الروسي وتنال من مكانة موسكو وثقلها عالمياً.
الاستفزازات الأميركية في البحر الأسود..
من قناة الرغبة الاستعمارية تسعى أميركا لاستثمار أوكرانيا كورقة ضغط على روسيا، وهذا الأمر يشرحه الإعلان الأميركي بإرسال مدمرتين حربيتين عبر مضيق البوسفور لتعزيز الوجود الأميركي في حوض البحر الأسود وما أعقبها من تصريحات استفزازية من مفاصل إدارة بايدن، ورسائل لموسكو بأنها داعمة لاستفزازات أوكرانية، هذا التطور الخطير المتصاعد في منحى الأحداث عقبت عليه الرئاسة الروسية محذرة من مغبة التصعيد الاستفزازي والانخراط الأميركي المعلن في توتير الأوضاع الأمر الذي لن تسكت عنه موسكو ولن تسمح بتهديد أمنها ومواطنيها كما صرح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، مشيراً إلى أن إقدام موسكو على زيادة وجودها العسكري وجهوزية جيشها على حدودها الجنوبية هو لضمان أمنها وتحسباً لتطور الأوضاع المتأججة، كما أعلنت أنها ستجري تدريبات عسكرية على الحرب الالكترونية تشمل 50 كتيبة مقاتلة و15 ألف مقاتل لمواجهة الطائرات العدائية الموجهة و لدرء مخاطر تطور المشهد على حدودها الجنوبية.
لعبة المصالح الأميركية..
لم تبخل موسكو في تقديم كل أشكال الدعم لأوكرانيا فقد دعمتها بمئات المليارات من الدولارات على شكل قروض لم تسدّدها أوكرانيا، وخفّضت أسعار الطاقة بالنسبة لها، ومع ذلك تتصاعد الاستفزازات الأوكرانية لموسكو بشكل متعمد وبتجييش مقصود من دول أوروبية إضافة لتحريض أميركي.
وبحسب محللين روس فإن موسكو تحاول حتى الوقت الحالي وفي إطار اتفاقية مينسك قدر الإمكان الحفاظ على وحدة أوكرانيا مقابل حفظ أمن المواطنين الروس في دونباس، والالتزام بشروط تطبيق الحكم الذاتي، لكن أوكرانيا ترفض تنفيذ ذلك بشكل قاطع في رهان من حكومتها على الدعم الأميركي وتدخل حلف الناتو الذي تسعى لانضمامها إليه وتستجدي تدخله عدوانياً.
وحسب خبراء سياسيين روس في تقييم الوضع المتوتر الحالي فإن الصعوبة بالنسبة لروسيا تكمن في الضرر المتوقع بالنسبة لها ليس فقط في إعادة توجّه دول ما بعد الاتحاد السوفييتي نحو الولايات المتحدة الأميركية، ولكن أيضاً تدمير هذه البلدان في سياق محاولات انتحارية لإعادة التوجيه، فاقتصادات هذه الدول مرتبطة بروسيا، والحدود مشتركة والفوضى في هذه الدول تؤثّر حتماً على روسيا.

في المقابل فإن هذه الدول بالنسبة لواشنطن، ليست أكثر من حطب تزج به في أفران مصالحها وليست أكثر من سلاح ضد موسكو، والولايات المتحدة الأميركية مستعدة لقبول انتحار هذه الدول بسهولة، إذا كان ذلك يعني إضعاف روسيا، الأمر الذي تدركه موسكو جيداً وتستعد لمواجهته ومنع الاستثمار الأميركي في الفوضى المحدثة و المتعمدة في شرق أوكرانيا.
النفخ الصهيوني في نار الأحداث..
في كل الحرائق على اتساع الخريطة الدولية ابحث عن الأصابع الصهيونية، وفي كل منطقة مشتعلة بأحداثها فتش عن بصمات كيان الإرهاب، فالأيدي الصهيونية لا تغيب عن مشهد الأزمة في أوكرانيا منذ بدايتها، وإن عدنا إلى تسلسل أحداث الاضطرابات المشتعلة حالياً سنجد أن النفخ الصهيوني كان متواصلاً لتسعير الأحداث لأخذها إلى الغاية الصهيونية المنشودة التي تتمثل بشقين أولهما الضغط على الجاليات اليهودية الأوكرانية للهجرة إلى الكيان المحتل وملء فراغ الهجرة المعاكسة التي يشهدها الكيان الغاصب، إذ تشير التقديرات إلى أن أعداد اليهود في أوكرانيا 400 ألف، حيث يتم العمل على استجلابهم إلى فلسطين المحتلة لأن ذلك يشكل مكسباً استراتيجياً للكيان الصهيوني، في ظل الفراغ الديموغرافي الذي يشهده، وتزايد معدلات هجرة الصهاينة العكسية من داخل الكيان المصطنع إلى الخارج، أما الشق الثاني فهو إضعاف الدور الروسي المتنامي والمرحب به من دول المنطقة في منطقة الشرق الأوسط عبر إشغال روسيا بتوتر حدودها الجنوبية وما يرافقها من تهديدات أمنية.
اتفاقية مينسك 2..
هي اتفاقية تم التوصل إليها لتهدئة أحداث الاضطرابات في أوكرانيا بحضور رسمي روسي وأوكراني ألماني وفرنسي في عاصمة روسيا البيضاء مينسك في شباط 2015، وأقرها رئيسا جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين، وتم اعتمادها كوثيقة في الأمم المتحدة ونصت أهم بنودها على وقف إطلاق النار وإقامة منطقة عازلة، ووقف الأعمال الاستفزازية وسحب الأسلحة الثقيلة، الأمر الذي لم تلتزم به كييف ولم تحرز أي تقدم لتنفيذ تعهداتها بل إنها كما يؤكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف تنتهك الاتفاقية المعنية بتسوية الأزمة جنوب شرق أوكرانيا بشكل صارخ.

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا