الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
إشعال نار الحرب على الجبهة الروسية الأوكرانية وإيجاد حالة من عدم الاستقرار والتوتر والاستفزاز، هو حالياً أبرز ما تسعى إليه واشنطن والناتو في تلك المنطقة، وهو ما تفرزه جملة الأعمال العدوانية الأميركية ضد موسكو، سواء عبر تصريحات عدائية، أم من خلال تمرير سفينتين لها إلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور التركي للبقاء حوالي شهر تقريباً تحت مسمى دعم كييف، فيما يمكن أن نطلق عليه عسكرة الأزمة ومحاولة اللعب بالأمن الروسي وإيجاد فتيل للتدخل في شؤون روسيا، وبالتالي تواجد عسكري أميركي على حدودها تماماً.
فمن خلال أوكرانيا تحاول أميركا إيجاد موطئ قدم لها ولو شكل ذلك استفزازاً لروسيا وتصعيداً على الساحة، وتوتير العلاقات بينهما أكثر، ألم يطالب الرئيس الأميركي جو بايدن الكونغرس بميزانية ضخمة من أجل ما أسماه مواجهة روسيا والصين؟.
هنا نستطيع القول إن ما تمارسه الإدارة الأميركية جزء من خطط بايدن العدوانية، أما موسكو فترى بوضوح هذه الاستراتيجية الأميركية التخريبية والتصريحات الأميركية ضدها واضحة ولا تحتاج إلى فك حروفها، وهو ما دفع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إلى القول إن موسكو حذّرت واشنطن من أنه من الأفضل لها الابتعاد عن روسيا وشبه جزيرة القرم، مؤكداً أن الولايات المتحدة يجب أن تدرك أن مخاطر وقوع بعض الحوادث مرتفعة جداً، وحذر ريابكوف واشنطن قائلاً: “إنه من الأفضل للأميركيين البقاء بعيداً عن شبه جزيرة القرم، عن ساحلنا على البحر الأسود.. سيكون ذلك في مصلحتهم”.
وقال: أعرف شيئاً واحداً هو أن السفن الحربية الأميركية بالقرب من شواطئنا ليس لديها ما تفعله على الإطلاق، معتبراً أن ما يقومون به “أعمال استفزازية بحتة”، هي أنهم يختبرون قوتنا ويلعبون على أعصابنا.. هم لن ينجحوا”.
ما قاله ريابكوف يتطابق مع ما قاله بالأمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أكد أن هناك خطاباً عدوانياً يصاحب عبور السفن الأميركية إلى البحر الأسود، مشيراً إلى أن موسكو لا تفهم ما هي الأهداف التي تسعى واشنطن لتحقيقها في أوكرانيا، يأتي هذا في وقت زعم المتحدث باسم وزارة الحرب الأميركية “البنتاغون” جون كيربي، أن عمليات السفن الحربية الأميركية في البحر الأسود “روتينية الطابع”، وأن الولايات المتحدة تنسق هذه الإجراءات مع السلطات التركية بموجب “اتفاقية مونترو”، سبقه تصريح لمصدر في وزارة خارجية النظام التركي بأن “واشنطن أبلغت أنقرة بمرور سفينتيها الحربيتين عبر مضيق البوسفور إلى البحر الأسود، حيث ستتمركزان في الفترة من 14- 15 نيسان إلى 4-5 أيار القادم”.
هذه الأجواء العدوانية المفتعلة ضد روسيا استغلها أمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ لتقديم مزاعم تعبر عن قلقه إزاء تطورات الأوضاع على الحدود الأوكرانية، داعياً روسيا إلى ما أسماه “خفض التصعيد على الحدود الأوكرانية، واحترام التزاماتها الدولية”، متجاهلاً أن احترام روسيا لالتزاماتها الدولية ولأعراف القانون الدولي، هو ما يدفع أميركا وأتباعها لتصعيد سياسة الاستفزاز ضدها.